القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"أنها أمي"

ريموندا حنا

أول من شاهدت العينان، أول من وقعت بحُبه بين الأنام، أول من حملني بين ذراعيه بحنان، أول من غنى لي لأنام. هذه هي أمي وهكذا ستكون، منبع للحُب والحنان والسكون، بين يديها دومًا سأكون، مُحاطًا بحبها الحنون. يوم كُنا أطفالًا كُنا دومًا في شِجار كي تمكُثَ أُمنا مع أحدنا بأستمرار، أردنا حينها أن نمكث دومًا بالجوار، رفضنا مع أي أحد يُبعدنا عنها الحوار. بأبتسامتها تعافينا، من مدحها خجلًا توارينا، ومن حبها سُقينا، وبتعاليمها و أخلاقها تسامينا. لذلك من حقي أن أستنكر بوضوح من هجر أمه رغبًة في الوصول للسفوح. بعدما كبرتم بفضلها تركتموها وحدها. أصبح كلًا منكم ينادي على الأخر أنها أمك ما عُدتم تقولون أنها أمي. من أجل أي شئ قد بعتوها؟ من أجل أي شئ قد ألقيتوها؟ من أجل أي شئ قد نسيتوها؟ هي لم تنساكم رغم الأحزان، هي لم تبعكم رغم الآلام، هي لم تُلقيكم رغم قسوة الأيام. وقفت أنا وأخي قائلين لن نكون مثل هذين الأبلهين، حينما نكبر سنكون لها دومًا شاكرين، ومن أجل سعادتها لفعل المستحيل مُستعدين. إكرم أُمك التي جعلت منك رجلًا من الرجال، التي سخرت لك ما كان عليها مُحال، التي علمتك كيف تؤدي في القتال، التي لم تستسلم في معاركها وإن كانت سِجال، هي من صنعتك ليس في ذلك جِدال. كُنت طفلًا، كنت رجلًا، لا تتوقف عن قول أنها أمي، وكما كُنت صغيرًا لا تحب أن يقول عليها اخوك أنها أمه أبقى هكذا وإن بِت كبيرًا.


ريموندا حنا|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع