القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص: الجاثوم

الكاتب: مها محمد

مراجعة لغوية: نور محمد

غلاف: لارين أحمد 


استيقظت وعلى وجهها آثار الدموع، يبدو أن الحلم هذه المرة كان نفسه، أو ربما الكابوس. 

كانت تلهث وتشهق بصوت مرتفع جدًّا، وتصدر أنينًا، وتنتفض وكأنها تهرب من سجّان يحاول تكبيل يديها الصغيرتين. 

فتحت عينيها فلم ترَ سوى الظلام، أو ربما آثار الدموع، لتجد نفسها في غرفة مظلمة لا شيء فيها سوى الجدران، ومصباح يشع ضوءًا باهتًا ما إن ينير إلا ويحاربه الظلام، فبالكاد تنير، وها هو نباح الكلاب خلف دقات الساعة، تغمض عينيها محاولة في استيعاب الأمر وإذ بصورة عجوز بسكين تلاحقها، فتفتحها وإذ بآثار الدماء تسيل يعكسها النور، أركان الغرفة ليست واضحة، ولا تدرك إن كانت واقفة أم نائمة، تتحسس ملامحها لتجد التجاعيد تكسوها، فلا تعلم  لأي مكان أو زمان تنتمي، رائحة الدخان تملأ المكان، والاختناق يزداد، نداءات متتالية من حنجرة مركونة لا تعرف ماهية الكلام، عقل لا يستطيع الاستيعاب، قلب خاوٍ ينتزعه الخوف وتنتشله الحيرة، عيون تتردد بين صورة عجوز بسكين، ودماء على حائط تسيل، ودخان يملأ الأنف، وأذن ضحية النباح، صرخات لا تعرف سبيلاً للخروج، وصغيرة لا تدرك دقات الساعة في الليل أم النهار، جسد لا يعرف وضعيته، أحداث لا تدرك هي حلم أم واقع! 


مثل هذا يُعاش من ضحايا الجاثوم. 


مها محمد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع