حِـوار صحفي مع الكاتبة الجزائرية: مَـلاك بـراجة
الصحفيـة: خديجة محمود عوض
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- براجة ملاك نور الهداية كاتبة جزائرية صاعدة بعمر الـخمسة عَـشر عامًا، ابنة مدينة مسكيانة، طالبة في المرحلة الثانوية صدر لي كتاب ( شذرات) تحت عنوان "ما لفظته الأمواج" مؤلفة لسلسة "قصصية للأطفال" مشرفة على كتاب جامع ورقي تحت عنوان "اعترافات سرية" مشاركة في عدة كتب جامعة ورقية و الكترونية متحصلة على شهادة متحدثة تحفيزية.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
- أثناء الحجر الصحي و لإتساع الوقت و ضوضاء العالم الصاخبة في هاته الفترة شرعت بكتابة أفكاري، و تدوينها على أوراقي، وجدتها ملاذي و مؤنستي في وقت فرض فيه الابتعاد عن الغير و في كل مرة أعيد ترتيبها و قرائتها أرى أنها تستحق القراءة فعلًا فخطر ببالي فكرة الكتابة، لكن كانت تبدو فكرة بعيدة و صعبة لصغر سني و غياب التشجيع و الإيمان بالطموحات الكبيرة من طرف الآخرين، لكن مع ذلك تمسكت بقلمي و كنت على ثقة أنني سأصل لما أريد طالما آمنت بذلك، تمر الأيام و تخليت عن الكتابة بحكم دراستي إلا في بعض الأحيان عندما تكتظ أفكاري و تضطهد سلامي الداخلي؛ أحررها بكتابتها إلى أن يحل ذلك اليوم الذي شاءت الأقدار أن تسلب من أغلى ما قدمته لي الحياة فكنت وحيدة، وحيدة للغاية و عدت للكتابة مرة أخرى لأستبعد هذا الشعور فولد من رحم الآلام هذا الكتاب و أجهضت الوحدة و الإكتئاب.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
- بالنسبة لي الكتابة ليست مقيدة بأسلوب أو نوع معين فكتاباتي نوعًا ما مختلطة حسب حالتي المزاجية، أو حسب المحيط الذي أكون فيه، لكن يغلب عليها الطابع الحزين الأليم هكذا لأتعايش مع ما أمر به و لا أكون أنانية انشر فقط ما هو جميل و إيجابي على حساب ما يعيشه الآخرين من آلام و أحزان.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
- لو اهتم الناجحون للعثرات، لما بلغوا القمم و شيدوا أمانيهم فالنجاح مقترن بوجود العثرات يمكنني القول بأنهما وجهان لعملة واحدة، بالعثرات يتعلم الناجح و يحبط الفاشل، و ككل من يسعى في سبيل تحقيق أحلامه، أواجه أنا أيضًا عثرات و عقبات خاصةً التنمر و الاستهزاء بالأفكار؛ لكنها تبقى في الأخير أراء من فاشلين لا تسمن و لا تغني من جوعٍ.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
- بالطبع الوالدين هما السند الذي لا يميل دومًا بجانبي في السراء و الضراء، كما أذكر فضل نفسي التي ساندتني كلما تعبت و رفضت الانهيار في كل مرة ظننت أنها النهاية.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
- بما أنه كتب بكل حب و أحاسيس صادقة؛ فهو دقيق و واقعي مرآة لكل روح فقدت ناظريها.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
- أحب كل نصوصي لكن هذا أكثرها، أشعر اننا بحاجة إليه فعلًا.
"مشاعر تائهة"
- قد تجد نفسك وحيدًا، وسط الزحام، قد ترى الحقيقة وراء زلات اللسان، قد تسمع الكلام بنظرات أعين، قد تقرأ الكلمات وراء صمت ليس بقليل، قد تجيب بكلمة واحدة لمحادثة طويلة، قد لا تطيق مكالمة أحد سوى الإنعزال لوحدك، قد تذرف الدموع على شيء لا يستحق، قد تفقد رغبتك في كل شيء، قد ترتجف أطرافك ألمًا، قد تضحك و تبكي و تصرخ و تكتم داخلك في وقت واحد، لا بأس فأنت إنسان. "
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- بالرغم من التطور الذي يشهده العالم الآن و قوة التكنولوجيا، و العزوف عن الأوراق لكنني أبقى أفضل أن تنشر أعمالي ورقيًا، الورق فعلًا صادق؛ لأنه يبقى في الأخير قريبًا لروح الإنسان أكثر، عكس الإلكتروني يعرض على شاشات خلف مواقع وهمية.
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
- بالتأكيد لا يوجد كاتب واحد، لكن سأذكر أحبهما إليَّ و هما: الكاتبة الجزائرية: أحلام مستغانمي.
و الروائية الأجنبية: أجاثا كريستي
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
- هي جريدة تدعم المواهب الصاعدة لها كل الحب و التشجيع،
بالنسبة للحوار أعجبني بالتأكيد كون أسئلته مفيدة و عملية شكرًا لكم.
تعليقات
إرسال تعليق