حِـوار صحفي مع الكاتبة السـورية: إبتسَـام الديَـات .
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- اِبتسام الديات، من سوريا عمري تسعةَ عشر عامًا.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
- كانت البداية مُنذ سَنة أتخذتُ من الكتابة ملجأً وصديقًا أفضفضُ لها، وبعدها أنضممتُ لفريق كيان كاتب الدولي والفضلُ لهُ بتطور كتاباتي؛ حيثُ أنّي لم أكن أعرف كثيرًا عن الكتابة.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
- أحيانًا الخيال والإرتجال، وقد اكتبُ عنّي وعن غيري وما أراهُ في مُجتمعي.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟ - لم أسلم من العثراتِ رغم كُثرتها إلّا أنني انتصرتُ عليها بنفسي، فأنا أعيّ جيدًا ليس للإنسان سوى نفسهِ عليه مساندتُها ومدُّ يدِّ العونِ لها، فمهما كَثر الأصدقاء وبوجود الأهل الإنسان يحتاج لنفسه وعليهِ بها.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
- نفسي في كُلِّ مرةٍ اسقطُ بها لا أجد إلا يدي لأمسك بها وأقف من جديد.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
- أعرفُ ما اكتبهُ وأحبُّ ذلك وعدا عن هذا استاذي يرى بعضَ ما اكتبهُ ويبديّ إعجابهُ بهِ.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
- عَزِيزَتَيْ رُوزَابِيلَا
أودُّ أخْبَارُكِ أَنَّ صَفَعَاتِ الحَيَاة لَيسَتْ دَائِمًا سَيِّئةً وَلَو تَجرَّعنَا الْأَلَم وَالْبَثّ مُقَابِلَهَا إِلَّا أَنَّهَا ڪَمِشْڪَاةِ ضَوْءِ وسطَ اَلظَّلَامِ تُنِيرُ بَصِيرَتَنا وَتعَلُّمَنَا ڪيْفَ نُحْڪِمُ خُطوَاتنَا.
لَنْ أَنْسَى أخْبَارُكِ أَنَّ الشَّخص الطَّيِّبَ لَهُ النَّصيبُ الڪَبير مِنْ الخيبَاتِ، فَهُوَ يَتَعاملُ بِحُسْنِ نِيَّةٍ وَنُبْلٍ وَبَاذِخِ بِعَطَائِهِ وَڪرمهِ، بُوصَلَةٌ لِلتَّائِهِينَ وَحِضْنٌ دَافِئ لِلخَائِفينَ، وَلَزَّقَة جَرَّاحٍ لِلْمڪسُورَيْن، يَظُنَّ الجَمِيعُ مِثْلهُ وَأَنَّهُ سَيَلْمَعُ بِنظرهم وَيزدَادُ حُبًّا وَتقْدِيرًا وَما يَلْبَثُ إِلَّا وَيڪونُ مُسْتَغِلًّا وَضَعِيفًا بنظَرِهم لِتُوَبِّخِهُ الحياة بِخِذْلَانٍ وَخَيْبةُ أَمَلٍ تُرَبِّيهُ؛ لَكِنَّهُ يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ فَلَيْسَ كُلُّ اَلنَّاسِ أُنَاسٌ يَسْتَحِقُّونَ مَا يَفْعَلُهُ.
رُوزَابِيلَا الحيَاةُ قَاسِيَة بِقدْرِ مَا يَحْمِلُهُ القلب مِنْ طَيِّبٍ وَحُبٍّ؛ لِذا علينَا تَرْجَمَتُهَا وفَهْمُهَا جَيِّدًا لِنُدْرِكَ أَنَّ لَا وَعْدًا يَدُومُ وَلَا ڪلِمَةً يُؤْخَذُ بِهَا، وَأَنَّ اَلنَّاسَ ڪالْحِرْبَاءِ يَتَلَوَّنُونَ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِهِمْ لَكَ وَرِضَاهُمْ عَنْكَ فَلَا ثِقَةً يَسْتَحِقُّونَ وَلَا تَبْذِيرًا بِالعطَاءِ، وَقِلَّة قَلِيلَة اَلصَّادِقُونَ بِحُبِّهِم وَنِيَّتِهمْ تجَاهَكَ، اَلْحَيَاةَ سَتَصْفَعُكَ بِقُوَّة وَتَرْكُلكَ نَحْو جُبْ حُزْنٍ وَأَلَمٍ فَعَلَيْكَ أَنْ تَڪونَ يَدًا تَمَسُّكِ بِكَ وَڪتِفًا تَتَّڪئ عَلَى بَعْضِكَ وَتَقِفُ وَصَدِيقًا وَحَبِيبًا لِنَفْسِكَ.
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- أفضل ورقيًا؛ أحبُّ أن يتصدر اسمي في الڪتب ويقرأ الكثيرُ ما اكتب.
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
- محمود درويش، ودوستويفسكى.
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
- جميلة جدًا، والحـوار رائع شڪرًا لكم.
تعليقات
إرسال تعليق