القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار صحفي للكاتبة عائشة أحمد

 حِـوار صحفي مع الكاتبة: عائشة أحمد .

الصحفيـة: خديجة محمود عوض. 


في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..



_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.

- اسمي عائشة أحمد، أبلغ من العمر عشـرون عامًا، أسكن بمحافظة الفيوم، طالبة بالفرقة الثانية بكلية الزراعة "جامعة الفيوم" .


_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟

 - في الحقيقةِ منذ صغري وأنا شغوفةٌ بقراءة الكتب، النصوص الأدبية، والشِعر حينها قلت لنفسى "لم لا أكتب أنا أيضًا؟"

 ولأكون صادقة شيء ما بداخلي كان يخبرني أنني سأنجح، بدأ الأمر معي بكتابة يومياتي في المرحلة الإعدادية وأيضًا كنت أكتب نصوصًا قصيرة ولكننى كنت أقوم بحذفها فى نهاية الأمر وذلك؛ لأنني لم أكن أطمح بشيءٍ منها كشهرةٍ أو إخراج عملٍ أدبي فكنت أكتب فقط لأجلي، ولأجل أننى أحب فعل ذلك، لم يلحظ أحدٌ ممن حولى حينها الأمر ربما لأنني لم أكن أودُّ ذلك ولكن بعدها بفترة القليل ممن أعرفهم علموا بالأمر ولم يُبدوا إهتمامًا حينها حتى أنني أذكر أن أحدهم أخبرني بأن الكتابة ليست بشيءٍ مفيدٍ أو ذو أهمية ونصحني بالتوقف عنها أي أنني لم أجد أي دعمٍ أو تشجيع فتوقفت بعدها بالفعل، وبعد أن التحقت بالجامعة كنت حينها فى حالةٍ سيئة فوجدت نفسي أكتب من جديد ولكن هذه المرة كنت أحتفظ بما أكتب ولاحظ بعدها أصدقائي بالجامعة الأمر والحقيقة أنني لاقيت منهم إعجابًا شديدًا بما أكتب وأخذوا يقرأون لي بإهتمام وشجعوني على أن أقوم بنشر ما أكتبه وإخراجه للعالم، و كنت أنمي موهبتي تلك بقراءة العديد من الكتب أو القراءة لغيري من الكُتَّاب الذين يملكون أسلوبًا فريدًا في الكتابة.


_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟ 

- في الحقيقة أنا لا أتبع أسلوبًا معينًا في الكتابة، فقط ما يهمني هو أن يكون ما أكتبهُ منظمًا، خاليًا من الأخطاء، ألفاظهُ واضحة ومفهومة، ويؤثر فى القاريء ويلمس قلبه.


_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟

- العثرات التي واجهتني وكما قلتُ سابقًا هو أننى فى بداية الأمر لم أجد أي دعم أو تشجيع ممن حولي وخصوصًا الأشخاص الذين أحبهم وأهتم لرأيهم، بالطبع كنت سأكون الآن قد حققت نجاحًا كبيرًا أو على الأقل تطورت طريقتي في الكتابة فتصبح أفضل لو أننى لم أتوقف حينها، ولكنني بدأت مشاركة ما أكتب منذ فترة قصيرة لذلك لست يائسةً أبدًا بما أنا عليه الآن بل أثق فى الغد،والمعضلة الأخرى هو أننى وللآن لا أستطيع أن أكتب يوميًا كما يفعل الآخرون !

أتغلب على ذلك بالمحاولة المستمرة في أن أكتب كثيرًا على مدى اليوم.


_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟

- كل الأصدقاء الذين عرفتهم بالجامعة ساندونى بشكلٍ أو بآخر؛قاموا بدعمي وتشجيعي والكثير، وأنا جدًّا ممتنةٌ لهم.


_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟

- أتأكدُ من دقة عملي بمراجعتهِ مليًّا قبل نشره فأتأكد من معاني الألفاظ وهل هي في موضعها الصحيح أم لا، وأتأكد أيضًا من خلوِّ العمل من أي خطأٍ إملائي أو نحوي.

أما من حيث الواقعيَّة فالكثيرُ مما أكتبه يكن لمواقف حدثت معي بالفعل أو من الممكن أن يكون شعورًا قد مررت به بالفعل أيضًا، ولست ممن يبالغون فى خيالهم إن أحببت أن أسرح بخاطرى يومًا، بل العكس أحب أن يكون ما أكتبهُ واضحًا جليًّا للقارئ لا يستدعي أن يقرأه مرة أخرى حتى. 


_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.

- من النصوصة المُحبَّبةِ لدي:

تمامًا وفى تلك اللحظةِ التى انزوى فيها على نفسهِ مُحاولًا الوصولَ لإجابةٍ مُحددةٍ تُنهي جميعَ تساؤلاتِه لكلٍّ ما يدورُ حولَه؛ لكلِّ الأمورِ التى واجهتهُ قديمًا وكان قد تخلَّصَ منها بصعوبةٍ بالِغة وها هي الآنَ تُعادُ أمام عينيهِ بحذافيرها من جديد هدأت نفسُه وسكن ثورانُ عقلِه وأخذَ يُعيدُ ترتيب الأشياء واضعًا كلُّ شئٍ فى نِصابِه.


كان يعرفُ أنَّهُ سينتهى بهِ الأمرُ مُحاصرًا وسط دوَّامةٍ من التعقيدات ولكن لا بأس؛ يكفيه _فقط_ تلك الحقائقَ التى توصَّلَ إليها والتى لا تحتملُ الشَّك!


هذه المرَّةَ أخذَ يُفكِّرُ بطريقةٍ مختلفة بل لأكونَ دقيقةً "بطريقةٍ أكثرَ عقلانيَّة"!

فبعدَ أن كان يرفضُ فكرةَ أَّن الخطأَ يكمُنُ بهِ هو كما أخبرتهُ أمُّهُ وكذلك صديقهُ المُقرَّب وجدَ فى النهايةِ أنَّها الحقيقة التى توصَّلَ إليها؛ الحقيقة التى جميعَ الأمورِ التى فكَّرَ فيها كانت تُشيرُ إلى صِحَّتِها!


فى جميعَ علاقاتِه لم يجد سوى نفسِهِ فى النهاية، والحقيقة أنَّ إهتمامنا الزائد تجاه الآخرين هو ما يجعلنا نلاحظ تلك التفاصيل الدقيقة التى تؤثر فى النفس وتعكِّرُ صفوها، وحدَّثتهُ نفسُه بعد أن ضاقت بهِ السُبُل أنَّ من هم مثله جاءوا للدنيا _فقط_ ليكونوا سعادةَ غيرهم؛ يعملون على رضاهم وهم ليسَ لهم نصيبٌ من ذلك!


الطريقُ الذى وُجِدَ لك كان أمامك وأنت من اخترت أن تَضِلَّه، والأشخاص الذين وضعوكَ فى أعينهم ولم يكونوا يروا غيرك أجفلت عنهم واخترت ألَّا تراهم!

أخبرنى الآن كيف حالك بعد تلك الأعوام التى مضيت خلالها تلهثُ تَعِبًا دون الوصولِ لمُبتغاك؟!


أنتَ مثاليٌّ تجاه من حولِك ولكنك لستَ كذلك تجاه نفسك، وهذا هو أصلُ الخطأ!

جرِّد نفسك من عواطفك وحَكِّم عقلك فليست كل الأمور نوليها عواطفنا فنوصلُ أنفسنا فى النهاية لحالٍ لا تحسَدُ عليه.

فقط ضع نفسك فى مقدمة كُلِّ شئ، واعلم أن نفسك عزيزة وأنت عزيزٌ طالما هي كذلك.


_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟

- أفضل نشر أعمالي ورقيًا؛ فالإنسان بطبعه يحب أن يلمس نجاحه بيديه كما أنني في الأصل أحب أن أخط حروفى على الورق وأجد فى ذلك راحةً ومتعة.


 _ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟

- ليس لديَّ كاتبًا معينًا أفضله، بل هناك الكثير ولكن يمكننى القول بأن د/ أحمد خالد توفيق له فضلٌ عظيمٌ عليّ فهو أول من قرأت له وبفضله صرتُ شغوفةً بالقراءة وترك أثرًا بليغًا في نفسي. 


_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟

- سعيدةٌ جدًا بما تقدمهُ الجريدة من دعمٍ للمواهب ونشر الثقافة، و الحث على القراءة فى ظِلِّ ما نشاهدهُ من ترَّاهات، وبالنسبة للحوار فحقيقةً استمتعتُ جدًا وأنا أكتبُه وخصوصًا مع صحفيةٍ لطيفةٍ وناجحةٍ كخديجة.

خديجة محمود|همج لطيف 

تعليقات

التنقل السريع