حِـوار صحفي مع الكاتبة السـوريَّة: رَغـد النَـابلسي.
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- أُحب أن أُعرَف بلقب ابتكرته لنفسي ولمستُ مع الوقت صحته؛ لأنني متعلقة بالقلم والكتابة إلى الحد الذي وصفَه اللقب: إنسانة برتـبة قَـلم، هذا على صعيد لقبي المحبب والذي يعرّف بي بعمق، أما على صعيد الحياة؛ فـ رغد النابلسي، سوريّة، سَـبعة وعشـرون عامًا، تخرجت من قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية، لي عدة روايات وقصص قصيرة ومشوار الكتابة هو مشوار الإنجاز الذي أود إنجازه في حياتي.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
- لحظَت أمي منذ صغري أنه كانت تخطر لي خواطر أرددها وألقيها فبدأت بسماعها مني وتدوينها، وهكذا بدأت الحكاية التي لم تنته وأتمنى ألّا تنتهي بإذن الله.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
- الكتابة أعظم أساليبها أنه ليس لها أسلوب، مما يعني، أن كل الأوقات مناسبة لكتابة نص، كل المواقف مناسبة لتصبح نصاً، كل الأغاني توحي لي بنصوص، فأسلوبي هو أنني أرى العالم عبر الكتابة إلى درجة أنني أفشل في رؤيته بمعزل عنها، مما يعني أنني أتعامل بكل ما أمر به من خلال أن أكتب، وأستغل أي حدث لاستلهام نصوص وقصص وروايات، قد أكتب في الزحمة والضجة وأثناء محاضرة جامعية، أو في أحيان أخرى أحتاج الهدوء فأكتب في آخر الليل وقبل الفجر، مع الناس وبدون الناس، وفي أي وقت ممكن، بل إن المهمات والواجبات الحياتية هي التي أعتبرها متطفلة على وقت كتابتي وكأن هذا الوقت هو الأساس.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
- العثرات لا تتعلق بالكتابة وحدها بقدر ما تتعلق بصعوبة حياة الإنسان العربي عندما يأتي الأمر لمواهبه، فإن كانت الحياة العادية صعبة، فكيف بمن يريد اقتحام حياة المواهب والإبداع؟ في الحقيقة لا يوجَد شيء يسمى بالتغلب على العثرات، فنحن لا نفوز عليها، بل الأصح أننا نستمر رغم وجودها ورغماً عنها، حتى إن تخلصنا من عثرة ستنتظرنا أخرى، لأن السهولة واليسر ليست من صفات الحياة الدنيا، وإنما نكافح، فنتراخى ونضعف، ثم يأتي نجاح فيسهّل علينا متابعة الكفاح واستئنافه، وهكذا.
فالانتصار على العثرات له طريقة واحدة: أن نستمر رغم العثرات.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
- العائلة هي المساند الدائم والذي لا يخون ولا يتغير، إن خصصت فسأخصص أمي، إضافة لكل صديق محِب وقريب مهتم، ولو أردت تعميق الإجابة أكثر، فأنا من ساندت نفسي عند كل سقوط، لأن الإنسان إن لم ينهض بنفسه فلن ينهض ولو واساه أهل الأرض جميعًا.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
- من ردة فعل القراء وقد لمست كثيرا أنهم يحسون ببعض النصوص أكثر من غيرها وصرت أعرف أي النصوص سيحبون وأعرف كيف سيلامسهم كل نص.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
- صعب جدًا أن أخصص نصًا بمحبتي، فكلما كتبت نصًا جديدًا أحببته أكثر من سابقاته، لكن سأختار أول عبارة خطرت في ذهني عندما قرأت السؤال: الطبّ فقدَ صوابَه، لم يدرجْ اسمك على لائحة مضادات الاكتئاب!
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- لكل نشر وقته ومناسبته والكاتب الذكي يستخدم كل الأساليب، لكن كتفضيل قلبي فلا شيء يعلو على النشر الورقي.
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
- قرأت لكثيرين وأفضّل كل كاتب يكتب بإتقان ويقنعني ويبهجني بتشابيهه وقوة لغته، سعود السنوسي، أحمد خيري العمري، غادة السمان، إنعام كجه جي، رضوى عاشور، كثيرون ولم أراعِ أي ترتيب في ذكرهم، لكن بالنسبة للكاتب المفضَل فكاتبي المفضَل هو أنا، ليس لأنني قوية كتابيًا، بل لأنني أكتب ما أحس به وما أشعر بحاجتي للتعبير عنه وأتداوى بهذه الطريقة من آلامي.
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
- سعدت بالحوار وبالعصف الذهني الذي منحتني إياه أسئلته، وأتمنى التوفيق للجريدة التي سرني التعرف عليها ونشر مقابلة عني فيها وسأكون من متابعيها إن شاء الله.
تعليقات
إرسال تعليق