حِـوار صحفي مع الكاتبة الفلسطينية: بيَـان رشاد فرج
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- بيان رشاد فرج، من فلسطين "نابلس" - أصلي من "اللّـد" مواليد عمان، في العشرينات من العمر، بالنسبة لي كهاوية للكتابة، أكتب عن المشاعر الإنسانية وأصور لحظات الضعف، الفرح، وأكتب عن قضايا، مجتمعية، وأصف بعضًا من مناظر الطبيعة الخلابة.
أما عن أسبابي فإني أكتب لأبث مشاعري من خلال الكلمات،هناك بعض الكلمات التي لا أستطيع إيصالها بالكلام ،ويمكن أن أعبر عنها بشكل أفضل من خلال الكتابة.
أكتب لأصف المناظر الطبيعية الجميلة، أكتب لأنقل أفكاري، ولأشارك بمعارفي وخبراتي، أما عن سببي الأساسي هو؛ أكتب لأتنفس: كل ما مرت بلحظات حزن، أو كرهت كل شيء، تبقى الكتابة هي مؤنستي ويبقى دفتري هو صديقي.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
- بدأت رحلتي في الكتابة في المرحلة الإعدادية في حصة التعبير عندما قمت بكتابة قصه قصيرة فأعجبت معلمة اللغة العربية، ومن هنا بدأت أقرأ الكتب، و أكتب، كانت الكتابة بالنسبة لي المنفس الوحيد للتعبير،
وصدر لي كتابي الأول "حكايات مبعثرة أسطورة ما بين الحياة والموت"
وهو عبارة عن مجموعه قصصه تعبر عن الطابع الإنساني والعاطفي وأيضا عن المجتمع والإدارة والأمل هي حكايات تعبر عن واقع ليست حكايات خيالية،
وأيضًا شاركت في كتب إلكترونية و ورقية مع كتاب من سوريا والجزائر والأردن والعراق وغيرها وحصلت على العديد من الشهادات في مجال الكتابة، و بدأت في عمل كتابي الأخر أسميه "أجنحه القدر" عبارة عن مجموعه أدبية قصص ونصوص تحاكي الواقع وبالأخص المرآة وأيضا يعبر عن رسائل بمجتمعنا ومشاكل العنف للمرآة، و كتاب المهرج والشيطان لمجموعة من الكتاب الناشئين تحت إشرافي يتحدث عن كيف يكون الإنسان ذو خلق حسن وبعد ذلك يصبح يمثل كالمهرج ليصبح شيطان لعين، وأيضًا أعمل مدربة في مبادرة فكر وإبداع ومجلة سيميل الثقافة وهي
مبادرة توعوي تستهدف فئة الشباب وتعمل على نشر الوعي والثقافة عبر تقديم محاضرات منوعة مجانية.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
- القراءة، والكتابة والاستمرار عليها وتحديد مواقيت مناسبة للقراءة.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
- الكثير من الصعوبات والتحديات التي واجهتها في حياتي، ولكن الحمد لله أنا واثقة من حالي ومكملة طريقي وما بيهمني كلام أحد.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
- نفسي وبعض من الاصدقاء لي.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
- من خلال تجارب ومواقف.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
- آهٍ لقلبٍ
آهٍ لقلبٍ تلوَّى من التّعبِ
فالقلبُ قبلَ العينِ قد نزفا
صَمْتٌ توطّنَ، لا يَئِنُ من الوجعِ
بل ما يخفيه يتعدى الوجعَ
الحُزنُ خيّمَ فوق صدري وجَثَما
كَمَدٌ يُضاجعُ مُهجتي وألما
هل مِن أصمٍ أبْكَمٍ كي يَسمعا؟!
مهما أفَسِرُ.. فبِعُرفِهم أنا المخطئة
.. لما يُقال عنّي كذبًا
ما بالهم قد صدّقوا ما قيلَ!
ليبيت قلبي شاكيًا لي:
خُذلتُ من العزيزِ مكانَه
مِمَّنْ أمِنْتُ، وكان لِيْ الأقرَبا!
وَيلي.. كم صُفِعتُ.. وغصَّت روحي
وغاصَ كَفُّهُمْ في مَلطمي
غدرًا طُعنتُ.. ظُلمًا خُذلتُ..
فهلْ لِنَسْرٍ حائمٍ أن يَصفحا؟!
العينُ تنزفُ والجفونُ تقرَّحتْ
والخدُّ تحفرُهُ الدّموعُ تَصَدُّعَا
والآهُ تَضْبَحُ في الضُلوعِ رعدًا
مَنْ ذا الذي يُصدقُ أنّهم فُتِنوا؟
فهل لمثلِ ذنبِهِم أنْ يُصْفَحا؟
بالصّمتِ أرتجي مَن يُنصفني؟
ومَن يكشفُ الحقيقةَ؟
كي تسطعَ شمسي!
-- بيان رشاد فرج.
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- أفضل ورقي؛ لأن الإنسان يحب القراءة والاستماع في مسك الكتاب والتمعن في القراءة، الجهتين معًا.
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
- نزار قباني، وأيمن العتوم وغيرهم.
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
- شكرًا جزيلًا لكم جميعا على هذا الحوار الجميل ودعمكم الرائع.
خديجة محمود|همج لطيف
تعليقات
إرسال تعليق