القائمة الرئيسية

الصفحات

حِـوار صحفي مع الكاتب: يـزن حمدان

 حِـوار صحفي مع الكاتب: يـزن حمدان. 

الصحفيـة: خديجة محمود عوض. 


في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا أحد عُظماء هَذا الجيـل، ذلك الذي يُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما يَبوح بما يَدور في عقلهِ؛ فَهو استطَـاع التألق بأحرُفه المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن يَكـون ذلك المُبدع..



_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكَ.

- يزن سمير حمدان شغوف بمجال الكتابة فلسطيني الأصل من الأردن أبلغ من العمر ستَّـة وعشـرون عامًا، أتممت المرحلة الثانوية ودرست سنة في جامعة آل البيت تخصص نظم معلومات إدارية، لكن لم أكمل دراستي لعدة ظروف، لدي العديد من الشهادات في عدة مجالات مهتم في مجال علم النفس وعاشق للقراءة بشكل كبير منذ الطفولة، شاركت بالعديد من الكتب الورقية والإلكترونية، وصاحب إصدار بعنوان "طرقات الجمر".


_ كَيـف اكتَشفت موهبتـك السَـامية، وما الذي فعلتـهُ لتنميـة تِلك المـوهبة؟

 - قمت بإنشاء مبادرة فكر وإبداع وهي مبادرة تستهدف جميع الفئات العمرية كما تهدف إلى نشر الوعي والثقافة من خلال تقديم محاضرات ودورات مجانية منوعة بمختلف المجالات لتطوير قدرات الشباب وصقل مهاراتهم وإكسابهم مخزون فكري يمكنهم من الإستعانة به في جوانب حياتهم.


_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعها في الكتابـة؟ 

- النثر، الخاطرة، القصة القصيرة، كتابة المقال كما حاولت إكتساب المهارة التي تمكنني من الكتابة بأي أسلوب عن طريق الممارسة والمطالعة بشكل كبير.


_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـك وكَيف تغلبت عليهَـا؟

- أتفق؛ فلا شيء مستحيل عند المثابرة فالأهداف تحتاج إلى يقين بالقدرة على الوصول، لابد من وجود مختلف العثرات في الحياة فلا يوجد نتيجة دون تعب وجد وإجتهاد، من المشاكل والعثرات التي واجهتها وسعيت لأتغلب عليها التردد والخوف من المحاولة عدم وجود دافع أو وجود المناخ المناسب لتحقيق هذا الهدف، عانيت كثيرًا من الفشل وضعف الموهبة لكن لم أتوقف عند هذه العثرات آمنت بقدرتي على الوصول عززت ثقتي بنفسي وكررت المحاولة كثيراً لم أستسلم للكلام السلبي وللتفكير السلبي كنت أطالع قصص النجاح لأصحاب الهمم استطاعوا الوصول رغم كل الظروف التي واجهتهم فوجدت لنفسي الحافز وسخرت كل الإمكانيات المتاحة لدي في سبيل المضي نحو تحقيق حلمي لأصبح كاتبًا فأحرزت هذا الهدف بأول إصدار ورقي يحمل بين صفحاته الكثير من القصص التي شهدتها في واقعي ومحيطي أو حتى التي سمعت عنها وكان قلمي لسان حال الشباب فنطق بهمومهم وسلط الضوء على قضايا مستهم بمختلف تفاصيلها وأحداثها، وسأمضي على هذا النهج والقادم أجمل بعون الله.


_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطت فيها؟

- الأهل وبعض الرفاق وبعض زملائي في هذا المجال الرائع.


_ كَيـف تتأكـد أن عَملك دقيق و واقعي؟

- عن طريق مشاركة بعض النصوص التي أكتبها لمعرفة وجهات النظر المختلفة حول المواضيع التي أقوم بطرحها من خلال العمل الأدبي، وتلقي النقد للتأكد من ملامسة النص للواقع وقبول القراء هذا العمل كما أسعى جاهدًا أن تكون أعمالي على مستوى يلبي جميع أذواق القراء.


_ شَـاركنا أكثَـر نَص أدبي تُحبُّه من تأليفك.


- تُرَّهات


أفيضُ بَردًا وبرود وَقلبًا مُقيدًا بالوعود، نارًا تَحرِقُ صَفحاتي وَتنثُرُني رمادًا وَجَمرًا يزَداد وَهجًا، يُدَمرُ حدودي ويكسرُ عهودي كُلَّها.


حَبستُ داخلي هذه التُرَّهات وأطلقتُ روحي خارجَ جسدي لكي تَتَجولَ بِالطُّرقات، رأيتُ طِفلاً عندَ الإشارة بعيونٍ جميلَة تُعاتِبُ كُلَّ شَيء في هذه الدُّنيا وتُعاتِبُ ضمائِرَكُم بِشِدَّة، يَتنقلُ بينَ السَّيارات وَيطرُقُ شبابيكَها ليبيعَ العِلكَة ويسمعُ اللَّومَ والرَّفضَ مِنكُم ليتوقَف الزمان لِلَحظة عندَ رُؤيتِه لأُسرة تُمسكُ بيدِ طِفلِها وتَشتَري له السَّكاكِر بِفرحَة تَغمُرُهم أَشعلَت داخلَه حُزنًا، لِيَنتهي المَشهَد بِدموعِه الرَقيقَة وهو جالسٌ على الرَصيف ويبحثُ بينَكُم عن الأَمان.

جَلَسَت روحي بِجانِبه لِيَهدأ قَلبَه الصَّغير، أدرتُ رَأسي قليلاً لأَرى شيخًا ذو شَيبة يفترشُ الرَصيفَ وينامُ بعمقٍ وبجانِبه عِلَبُ المناديلَ تِلك، طَغَت على مَلامِحه قذارَة الأَيام وفي تجاعيد وَجهِه الكَثيرَ مِنَ الحكايا وعيونُه الَّتي أَنهَكها سوادُ الدُّموع والَّتي حَرقَت جُفونَه دونَ رَحمَة حتَّى جَفَّت وكأَنَّه يَهرُب بِنومه مِن هذا الواقِع ويلعنُ أيامَه كُلَّها، يعاتِبُ شَيبَتهُ وانحناءُ ظَهره، يَتخذُ مِن عَقلِه الباطِن بَيتًا ليَعيشَ حُلُمَه وكأنَّه حَقيقَة وَليُصبِح واقعهُ حُلمًا يريدُ أن يَستَيقِظَ مِنه يَومًا. 


_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضل نَشر أعمالِـكَ الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟

- النشر الإلكتروني فضاء أتاح للجميع فرصة الخوض في هذا المجال والتنافس على طرح الأعمال بشكل أقل تكلفة وجهد بعيدًا عن عناء الطباعة والمشاكل التي ياوجهها الكُتاب مع دور النشر، لكن مثلما هناك ميزات هناك عيوب من وجهة نظري عيوب هذه الطريقة أنها تُفقد العمل الأدبي قيمته كما ليس هنالك رقابة كافية على المحتوى وجودة العمل المطروح وقيمته الأدبية كما الحال في طريقة النشر التقليدي التي تعتمد على تدقيق العمل والتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والصرفية والنحوية وأضفاء طابع ءو قيمة للعمل ومشاركة الأراء حول العمل وطرحه بشكل ملموس يفيد تنوع الآراء وأساليب النقد من كفاءات وأصحاب الخبرة في هذا المجال من إقامة حفل إشهار ووضع الكاتب في تجربة حقيقية على أرض الواقع لمناقشة عمله الأدبي.


 _ مَـن كَاتبكَ المُفضَـل ؟

- نجيب محفوظ، إبراهيم الفقي، أيمن العتوم، المتنبي، نزار قباني وغيرهم من القامات الأدبية والعربية والغربية وأقرأ الكتب العلمية وأميل لكتب علم النفس.


_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟

- حوار راقي جدًا وتجربة رائعة الشكر لكِ زميلتنا خديجة على هذا الحوار وللقائمين على جريدة "هَمج لَطيف" كما أتمنى لكم مزيدًا من التألق والإبداع

خديجة محمود|همج لطيف


تعليقات

التنقل السريع