القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال"عثمان بن عفان"

الباحثة:وداد عبد المنعم

غلاف:روان أشرف

عثمان بن عفان رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، من السابقين إلى الإسلام، وثالث الخلفاء الراشدين،والذي في عهده تم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.والملقب “بذو النورين” لأنه تزوج أثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ( رقية وأم كلثوم). وكان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة. وكان الرسول يحبه، فبشره بالجنة وأخبره بأنه سيموت شهيدا.

وهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي. ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح.

أبوه:عفان بن أبي العاص بن أمية

أمه الصحابية الجليلة : أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.

كان عثمان بن عفّان -رضيَ الله عنه- من السّابقين في الدّخول إلى الإسلام، حيث أسلم قبل دخول رسول الله لبيت الأرقم بن أبي الأرقم، وكان قد تجاوز عمره الثلاثين عاماً، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه-،كان يقول: إنّي رابع أربعة في الإسلام.وفي ليلةٍ من اللّيالي كان يجلس عند الكعبة، فسمع خبر زواج عتبة بن أبي لهب برقيّة بنت رسول الله، وكانت رُقيّة امرأة ذات جمال، فتحسّر عثمان لو أنّه سبق عتبة فتزوجها، ثمّ عاد إلى بيته وإذا بخالته سعدى بنت كريز تخبره برسالة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وأنّه جاء برسالةٍ من عند الله، وأنّ دين محمّد هو دين الفلاح والنّجاةفسمع كلامها وأخذ يفكر فيما قالت، وكان له عند أبي بكر مجلس، فذهب إليه، فرآه أبو بكر مشغول الفكر والبال، فسأله عمّا أصابه، فأخبره عما سمعه من خالته، فقال أبو بكر: "ويحك يا عثمان! إنك لرجل حازم لا يخفى عليك الحقّ من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا؟ أليست من أحجار صمّ لا تسمع ولا تُبصر؟ قال عثمان: بلى". فعرض عليه أبو بكر أن يأخذه إلى رسول الله فيسمع منه، فوافق عثمان، وإذ برسول الله يمرّ ومعه عليّ بن أبي طالب، فدعوه إلى الإسلام والجنة، فلمّا سمع عثمان ذلك دخل في الإسلام، وما لبث بعدها إلّا أن تزوج رقيّة بنت رسول الله، ولمّا تُوفيت تزوّج أختها أمّ كلثوم، ولذلك سُمّيّ بذي النّورين. 

كان عثمان بن عفان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله، واكتنى به، فكناه المسلمون أبا عبد الله.

يعدّ عثمان بن عفّان -رضيَ الله عنه- أوّل من هاجر بأهله بعد لوط -عليه السّلام-، حيث كان عثمان أوّل من هاجر من الصّحابة إلى الحبشة، فأخذ زوجته رقيّة بنت رسول الله وتوّجه بها إلى الحبشة، وقد كانت الهجرة إلى الحبشة بعدما تعرّض المسلمون للكثير من الأذى والعذاب من قبل كفّار قريش، فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصحابته بالهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم ممّا قد يصيبهم من الفتنة فيه، قائلاً لهم: (إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ ملِكًا لا يُظلَمُ أحدٌ عندَه؛ فالحَقوا ببِلادِه حتى يَجعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخرجًا).ثمّ هاجر الهجرة الأخرى إلى المدينة ومعه زوجته رقيّة أيضاً، وعندما أمر رسول الله بالخروج لغزوة بدر أمره بالبقاء في المدينة عند زوجته، حيث كانت مريضة، وتُوفيّت في اليوم الذي جاء به زيد بن حارثة ليخبر المسلمين في المدينة بنصر أهل بدر على عدوّهم، ولمّا وزّع رسول الله الغنائم على أهل بدر أعطاه قسمته من الغنائم، وزوّجه بابنته أمّ كلثوم.  

كيف تولي الخلافه؟ لمّا طُعن عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- قام بتعيّين مجلس شورى مكوّن من ستةٍ من الصّحابة وهم: عثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، وطلحة بن عبيد الله، والزّبير بن العوّام، -رضيَ الله عنهم- ويحضر معهم عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- من أجل أن يُقدّم مشورته، دون أحقيّته بالتّصويت.وقاموا بعد وفاة عمر -رضي الله عنه- بمبايعة عثمان -رضيَ الله عنه- بعدما اجتمعوا وتشاوروا فيما بينهم؛ ففي الاجتماع الأول طلب منهم عبد الرحمن بن عوف أن يفوّضوا أمرهم إلى ثلاثة، ففوّض الزّبير عليّاً، وفّوض طلحة عثماناً، وفوّض سعد بن أبي وقاص عبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن بن عوف لكل من عثمان وعلي: "أيّكما تبرّأ من هذا الأمر نجعله إليه، والله عليه والإسلام لينظرنّ أفضلهم في نفسه؟"، فسكت عثمان وعلي، فقال: "أفتجعلونه إليّ؟" قالا: "نعم"، واستمرّ عبد الرحمن بن عوف بعد ذلك بمشاورة مجلس الشّورى والصّحابة من غيرهم ثلاثة أيام بلياليهنّ، وفي صبيحة اليوم الرّابع جمع أهل المدينة، ودعا الأمراء من الأقطار، وأخبرهم أنّ النّاس يرون الخلافة لعثمان، وبايعه ثم أقبل المسلمون جميعاً وبايعوه. فكانت بذلك الخلافة لعثمان -رضيَ الله عنه- بإجماع أهل الشّورى والصّحابة جميعاً، ورضاهم به، واتّفاقهم عليه خليفةً لهم،ولم يتخلّف عن مبايعته أحد من المسلمين، ولو تخلّف منهم أحد لما صار خليفة،وذلك لِما اجتمع فيه من الخصال الحميدة، وما عاشه من الماضي الشّريف،[٤]فكان عثمان الخليفة الثالث على المسلمين بعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم. واستمرّت خلافته على أصحّ الأقوال اثني عشر عاماً إلّا اثني عشر يوماً. 

توفي عثمان بن عفاف في الثامن عشر من ذي الحجة سنة 35 هجري عن عمر يُناهز الاثنين وثمانين، وكان ذلك بعد قتله من قبل مجموعةٍ من الأشخاص المنافقين. أنهى عثمان بن عفّان عمره وهو يطلب من المؤمنين بأن لا يُقتل أحد بسببه، فمنع المؤمنين أن يدافعوا عنه بسيفهم، فذلك دلّ على عظمة أخلاقه الإسلامية.


وداد عبد المنعم|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع