القائمة الرئيسية

الصفحات

نص: مسؤول بقلب مشتاق

 الكاتب: هاجر إبراهيم

مراجعة لُغوية: تسنيم هاني

 غلاف: ريم صالح

تحسبه قد بدأ أمس لتراه قد أوشك على الانتهاء.

هذا الضيف الخفيف الذي يحضرنا سنويا ويتعجل بالرحيل قبل أن ننال كفايتنا منه، إنها حقا أيام معدودات...

في سابق عهدي به كنت أقضي الشهر بطولة مع إخوتي في دفء بيتنا وفي تواصل مع أصحابي نتبادل سويا الأحداث، المهم منها والثرثرة للتسلية، يخبر أحدنا الآخر عما يبذله في حق الله للتقرب وفي حق أهله وأقاربه لتكوين ذكريات رمضانية فريدة لا يتسنى له تجميعها في غير هذا الشهر.

يروي كل منا كيف كانت الليلة التي قضاها مع أقاربه حيث زارهم أمس رفقة عائلته، ليخبره الآخر عن خطته للغد حيث سيذهب مع أسرته في نزهة قبل الغروب بساعات ليتناولوا إفطارهم بالخارج تحت ضوء القمر، فيودعهم الثالث الذي سيتحضر للعب مع جيرانه أمام المنزل كما اعتادوا...

كنا نشعر به، بكل لحظة منه وبكل فعل كان يظهر فيه حلاوته وإنها لحلاوة اشتقت لها حقا

تجدنا اليوم لم نعد نشعر به كما السابق، لم نعد نتواصل مع الأصحاب ولم نعد نقضي إلا الوقت القليل مع الإخوة والأهل...

ترانا بين شاب يعمل معظم وقته باذلا كل الجهد لجني قوت يومه، وآخر يقضي الأيام في غرفته معتكفا على كتب لا نهاية لها يحاول مواكبة محاضراته قدر الإمكان، وثالث غارق في امتحانات ودروس لا يكاد ينهي أحدها حتى يلاقيه الآخر

كل منا أصبح يجتهد في قصته... وحده

كل منا يحمل عبء نفسه.

مع ذلك لا نزال نرى في تلك الأيام شيئا، وإن لم نستطع اللحاق به الآن ولكننا نوقن بوجوده، اشتقت لقضائها لا أبالي بشيء من ذلك الهراء حقا ولكنها الحياة

نحاول نحن الطلاب الموازنة بين العبادات والواجبات الحياتية، نحاول أن نؤدي حقوق الله وحقوق عباده ومعهما حق أنفسنا في نيل مستقبل مرض يستحق العناء ونحتسبه كله لله وحده فهو الشاهد علينا جميعا

يوما ما سأعود وأكرر تجربة رمضانية من تلك التي أشتاق لها، وحتى أن يأذن الله بذلك سألاحق الأيام والشهور حتى ألقى رمضان الذي سيزهر قلبي من جديد ويثني على مجهودي...

رمضان الذي سيربت على كتفي قائلا: تهانينا فلقد انتهى العناء.

هاجر إبراهيم | همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع