القائمة الرئيسية

الصفحات

 مقال: سعد بن أبي وقاص

الباحثة: وداد عبد المنعم

 غلاف: مي خيري 


سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك الزهري القرشي (23 ق هـ أو 27 ق هـ - 55 هـ / 595 أو 599 - 674م)، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وقيل أنه ثالث من أسلم وقيل السابع، وهو أوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وقال له النبي «ارم فداك أبي وأمي»، وهو من أخوال النبي، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده.

فعن اسلامه كان سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- قد رأى في منامه أنَّه يغرق في بحرٍ، وبينما كان يحاول النَّجاة بنفسه من الغَرَق، فإذ به يرى قمرًا، فيحاول سعد -رضي الله عنه- الَّلحاق به، وبالفعل لحق به، وإذ به يرى أنَّ أبا بكرٍ الصدِّيق وعلي بن أبي طالب و زيد بن حارثة -رضي الله عنهم- قد سبقوه إلى هذا القمر.وفي صباح اليوم التالي، سمع أنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى دينٍ جديدٍ، فعلم بأنَّ تأويل رؤياه هو الدُّخول في دين الحقِّ، فكان -رضي الله عنه- من السَّابقين إلى الإسلام، وذهب إليه وهو -صلى الله عليه وسلم- في شعب جياد، وأعلن إسلامه هناك، وقيل إنَّه كان رابع من دخل الإسلام، وقيل كان سابع من دخل في الإسلام والله أعلم.كان الصَّحابيُّ الجليل سعد من أوائل من هاجر إلى المدينة المنوَّرة، فقد وصل -رضي الله عنه- إلى المدينة المنوَّرة قبل وصول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها، وكان قد هاجر مع الصَّحابيَّين الجليلين عمار بن ياسر وبلال بن رباح -رضي الله عنهما-، وقد هاجروا بعد هجرة مصعب بن عمير وعبدالله بن أمِّ مكتوم -رضي الله عنهماوعندما وصل المدينة المنوَّرة كان -رضي الله عنه- قد أقام في بيت أخيه، وهو عتبة بن أبي وقَّاص، وكان له بيتٌ في المدينة المنورة، وعندما وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمدينة آخى بين الصَّحابيَّين سعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما-كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- شجاعا جدا فهو أوَّل من رمى سهمًا في الإسلام، وفي هذ خير دليلٍ على شجاعته، وفيما يأتي مواقف من شجاعته في الإسلام:كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش الذين يقومون بحماية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حروبه. كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد وضع سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- لقتال فارس، فكان فتح بلاد فارس على يدي سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه-، وكذلك فتح القادسيَّة.

كان سعد -رضي الله عنه- رجل مواقفٍ، وصاحب همةٍ وثباتٍ، وقد ذكرت كتب التاريخ الكثير من مواقفه، ومنها: الثبات يوم أحد: فقد ثبت سعد -رضي الله عنه- يوم أحد، وأبلى بلاءً حسناً، كما أخبر أبو عثمان -رضي الله عنه- أنّه لم يبقَ حول النبي -عليه الصلاة والسلام- إلّا رجلين؛ هما: سعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما، وكانا يقاتلان عنه أشدّ القتال. اعتزال الفتنة: كان اعتزال سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- للفتنة التي حدثت بين الصحابة -رضي الله عنهم- دليلاً على ورعه وتقواه، فعندما جاء إليه بعض الصحابة -رضي الله عنهم- يسألونه القتال معهم، فأخبرهم أنّه لن يقاتل معهم حتى يعطوه سيفاً له عينان ولسان يقول هذا مؤمن وهذا كافر، بالإضافة إلى ما رُوي عنه أنّه كان معتزلاً في إبله، فجاء ابنه عمر فلمّا رآه قال: (أعوذ بالله من شرّ هذا الراكب)، فنزل ثمّ قال: (أنزلت في أبلك وغنمك، وتركت الناس يتنازعون الملك فيما بينهم؟)، فضربه سعد -رضي الله عنه- في صدره، وقال له: (اسكت، سمعت النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: إنَّ اللهَ يحبُّ العبدَ التَّقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ).


توفي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في منطقة العقيق، التي تبعد سبعة أميالٍ عن المدينة المنورة، وكان ذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، في العام الخامس والخمسين للهجرة، ودُفن في البقيع.


وداد عبدالمنعم|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع