القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار صحفي مع الكاتبة آمال العريقي

 حوار صحفي خاص بجريدة هَمَجٌ لَطِيف

حوار صحفي مع المبدعة الشابة: آمال العريقي

 الصحفية:سبأ العامري



كل يومٍ نجوب في بساتين الإبداع و الأدب، نفتش عن زهرةٍ لاكتشافها، نخرجها للنور؛ ليرى العالم جمال ما تحمل من أحاسيسٍ و حياة.


مبدئيًّا نرحب بكِ ضيفتنا في جريدتنا، نريد أن نعرفك أوَّلًا

لجمهورنا. 



ــ آمال سمير العريقي، عمري عشرون عامًا، من مهدُ الحضارات، اليمن السّعيد، مُعلّقة صوتيّة، وكاتبة.

هواياتي الكِتابة، التعلّم، التمثيل، القِراءة.


ـــ نبحرُ الآن في عالمك الأدبي، نراكِ عن كثب، يُقال: إنَّ الكاتب ما هو إلَّا بحر غامض؛ ما يكتبه إلَّا قطرات من كومة مشاعر!


ـــ كيف كانت بدايات آمال مع الكتابة؟

- بدائيَّة للغَاية، امتزجت اللَّهجة مع قليل من ملامحِ الفُصحى، لإضاعة الوقت لا أكثر، ترفيهٌ عَن الرُّوح وتلاعبٌ بالكلمات إضافةً إلى الرَّغبة الشَّديد فِي اكتسابٍ هواية جديدة.



ـــ متى عرفتِ أنَّكِ كاتبة أدبيَّة؟

- لقبُ "كَاتبة" متبوعًا بـ "أدبيَّة" ما يزال كبيرًا جدًّا على طفوليَّة ما تحيكهُ يداي الغضَّتان، ولكنَّ أقربَ وصفٍ هُو "هاوية"

عرفتُ ذَلك في نِهاية عام ألفين وواحد وعشرين، حَين تلقيتُ انتقادًا بناءً أعاد هيّكلةَ ما كُنت أكتبهُ بعشوائيَّة شعثاء، منذُ ذَلك اليوم وأنا أسعى جاهدةً أن أنال لقب "كَاتبة" بكلّ ما فِيه مِن معنى باعثٍ للفخر والامتنان لأهزوجة المشاعر.



ــــ من هو الداعم الأوَّل في إبداعك؟

- الشّخصيةُ الحالمةُ منِّي، والتي لا تُوهنها ريَاح اليأس الموسميَّة.



ــ هل تتذكرين أولى حروف تمَّ تسطيرها على ورقٍ، ولم تمحَ من خيالك، ما هي؟

- فِي الحقيقة لا أذكرها تمامًا، أذكرُ العام الذي كتبتها فيه، كان فِي ألفين وثمانية عشر، أرى ملامح الفكرة تزورني بين الفينة والأُخرى؛ فلم تكن سِوى خاطرة عابرة مليئة بالأخطَاء، كُتبت على استحياء، تصفُ كيف نَرى النَّاس من بُعد المعرفة، وحين نقتربُ منهم حدّ ملامسة قلوبهم؛ يُسفر عن الوجوه الحقيقيَّة لهم.


ــ ما بحوزت آمال اليوم من أدب؟

- الأدبُ عالمٌ سرمديّ، لا يُمكن لي حصر بضعٍ منهُ في سطوري القليلة، ما بحوزتِي إلَّا قطرة مِن مُحيط الأدب الذي لا ينضب.


- تِلك القَطرة كانت مولودَ قلمي الأوَّل: عَن ألف موجعةٍ وَشعور.

كتابي الذي جمعتُ بين دفتيهِ ما كتبتهُ خلال ثلاثة أخرفٍ منذُ سنّ السابعة عشرة حتّى التاسعة عشرة، ورغم كلِّ ما لحقَ بنا من ضرر، إلَّا أنِّي أجدهُ أعظم إنجازًا حققتهُ قبل بلوغي العشرينَ خريفًا.







 ــــ بما أن في حوزتك سكرات الخريف، إن شكواي وطن، ليست كبقيَّة النساء، أحشاء نازفة، عندما يكون الحزن آماليًّا، ما قبل الأفول، و ألف موجعة و شعور، هل لديك مساعي أكبر في تسطير روحك و مشاعرك في ورق أكثر؟


- أجل، لديَّ والكَثير... وحاليًّا أعملُ على تجهيز كِتابي الثَّاني، والذي سيكون -بمشيئة الله- نقلة نوعيَّة في أسلوبِي الكتابيّ، وفِي الأفكَار والأهدَاف، وسيكون أيضًا بالنوع الأدبيّ الأقرب إلى قلبِي، وهو "الرسائل".




ـــ علمتُ بأنَّكِ فتاة متعددة المواهب، الكتابة الأدبيَّة، التدقيق اللُّغوي، كذلك التعليق الصوتي وبدأتِ في عالم التصميم أغلافة الكتب، كيف وجدتِ نفسك بكلِّ هذه الأمور؟


- حقيقةً لا أجدني بكَامل حضوري إلَّا في الكِتابة والتعليق الصوتيّ، أمَّا بالنسبة للتدقيق اللُّغويّ، فما زلتُ أتعلمُ رويدًا رويدًا وكلُّ ما أقدّمهُ هو مساعدة للكتَّابِ أوَّلًا ثُمَّ لِي؛ بحيث إنَّه يُكسبني خِبرةً ويمنحنِي الكثير مِنَ المعلومَات، وفي تصميم الأغلفة؛ فالأمرُ لا يعدو أكثرَ من مُجرد اكتساب هواية جَديدة، ولأنَّني أحبُّ الاعتماد على نفسي؛ فكان قرار البدء فيها أن أُصمم أغلفة كُتيباتي، وأعيد كتابتها وتنقيحها وتنسيقها مِن جديد، وعليه أكون اكتسبتُ مِهنة رُبَّما تنفعنِي فِي الغَد، ورغبةً عارمةً منِّي فِي تجهيز كتابي الثَّانِي بنفسي مِن وإلى...





 


ـــ ما السبب في اختيارك مجال الفنون الإذاعيَّة والتلفزيونية كتخصص دراسيّ ومهنة مستقبليَّة؟

- حُلم الطُّفولة، فلطالما ما أُعجبتُ بالتَّقديم، وحلمتُ دومًا أن أُصبح إعلاميَّة لها مكانتهَا فِي قلوب الشَّعبِ، وأن أنقلَ الواقع بصورةٍ زَاهية، وأوصلَ صَوت المُجتمع إلى أوسع نِطاق.


- ومع دراستي لهذا التخصّصِ وجدتُ أحلامي تكبرُ معي، فإضافة إلى التّقديم أطمحُ إلى الإخراج أيضًا، والإخراج البرامجيّ بالذّات، وإعداد البرامج، وشيء مِنَ التصوير، وجدتُ نفسي في التمثيل، وبشهادة الكثير من الزملاء والدكاترة؛ غير أنَّهُ لن يخرج من نِطاق الكُلية، فما برحتُ عند حلمي الأوَّل.





ــ في الوقت الحالي يوجد لديك حساب في الإنستغرام، ترددين سمفونيات شعريَّة وشاعريَّة بصوتك، حظيتِ أيضًا بشعبيَّة بين أوساط الكُتَّاب والإعلاميين بأدائكِ المذهل، ما السبب الذي ترينه في نجاحكِ هذا؟


- التَّوفيق من الله أوَّلًا، ثُمَّ عملي الدؤوب وسعيي المُستمرّ إلى التجديد والتعلّمُ، والدعم الذي حظيتُ بهِ من قِبل الكثير من الأهل والأصدقاء، وعائلتي الإلكترونيَّة الكَبيرة، والتي كانت معي منذُ البداية وحتَّى اليوم؛ فلولا فضل من الله ثُمَّ وجودهم المنير، ما كنت أظنني سأصلُ إلى أيّ مكان خارج نِطاق مَنزلي.






ـــ ما هي ردّة فعلك عند ما يأتيك تعليق سلبي في حساباتك في التواصل الاجتماعي خاصة في مجتمع كمجتمعك اليمني؟


- كلُّ تعليقٍ سلبيّ كان مثل التحدّي بالنسبة لِي، أنا أؤمن بما أفعلهُ وما أُقدمهُ، وما دُمت لا أتعدّى فيه على حدود الله ولا حقّ أحدٍ، فلا يُهمّني بتاتًا ما قالوا وما سيقولون.

مهمة الناس هِي التحدُّث، وما دُمت تمضي خلف أحلامك فمن المؤكد اصطدامكم بمثل أولئك المحبطين، ولكنّها الثقة؛ هِي من تجعلك أرفع مقامًا من الاستماع إلى رطانة وهرطقات معتقداتهم وأقوالهم.





ـــ رسائل في دروب الكاتب، يلتقطها العابرون في دربه.  


ـــ ما هي رسالتك لآمال العريقي؟

- إيَّاكِ واليأس، كوني تمامًا بمعنى اسمكِ، لا تنسي الحلم، حلّقي ما دمت قادرةً على التخيُّل، دعكِ كما أنتِ؛ ثمَّة مَن يروقهُ رؤيتك هكذَا، كوني

"صَوت الحرّيّة الممزوجَ بالحبر"

 




ــــ ماهي رسالتك للأدباء والإعلاميين؟

- اكتبوا لأجل الألسنة المُصفدة، كُونوا صَوت مَن لا صوت لهُ، كفى عبثًا بشرف الحروف، ولترتقوا بِها بتولًا وارفعوا قَدر أقلامكم، هَذا الوطن فِي حاجة ماسّة لمن يصوغ معاناتهُ؛ كونوا أجنحتهُ واحملوهُ إلى ضفة الأمان.





ـــ ما هي رسالتك للإنسان؟

- ألَّا يتجرَّد من إنسانيَّتهِ، مهما كَانت المغريات لذلك.



ــــ ماهي رسالتك للحياة؟

- لو هشّمتي أحلامي تهشيمًا، وصيّرتها إلى رمَاد؛ ستظلُّ شمسُ إصراري ولَّادةً لأحلام جديدة، أنا ما زلتُ موجودة؛ أيّ ما زالت الفِكرةُ قائمة!

لن تثنيني صفعاتكِ عن التحليق، خُلقتُ بجناحين مِن آمال.




ــــ ما هي رسالتك لمجلة همج لطيف؟

- سُررتُ جدًّا حين عرضت عليّ الصحفيّةُ الجميلة "سبأ" فرصة المُقابلة هَذه، جزيل الشّكر والامتنان لكم، ولأمُّ الدُّنيا التي دومًا ما كانت عضدًا وسندًا لليمن السّعيد، دُمتم بخير، ودام وهجكُم اللَّطيف.


ـــ إلى هنا انتهى حوارنا مع ضيفتنا الجميلة آمال العريقي في جريدة همج لطيف، أسعدتنا بهذا الحوار الجميل، وإن دل إنما دل على جمال مكنونك، نتمنى لك التوفيق الدائم.

سبأ العامري|همج لطيف 

تعليقات

التنقل السريع