القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال: المسجد الأقصي 
الباحثة: وداد عبدالمنعم 

تصميم: ريم صالح 


  •  المسجد الأقصي، تاريخ البناء، سبب التسميه
  •  يعدّ المسجد الأقصى ثاني مسجد بُني على الأرض، وقد عاش حوله معظم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام؛ منهم: إبراهيم وسليمان وزكريّا وعيسى وداوود والسّيدة مريم العذراء، وأُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، والمسجد الأقصى هو كلّ ما دار حوله السور، ويقع في أقصى الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة القدس القديمة، ويشمل قبة الصّخرة والجامع القبليّ وعدداً كبيراً من المعالم التي يقارب عددها 200 مَعْلم من القِباب والأقواس والمدارس والسّاحات والمتاحف وغير ذلك من المعالم. وذكر العلماء أنّ من بنى المسجد الأقصى هم الملائكة أو آدم عليه السّلام، ورجّح بعضهم أنّه آدم عليه السّلام، وقالوا أنّه تمّ بناء المسجد الأقصى بعد أن بُني المسجد الحرام بأربعين عاماً، ويدلّ على ذلك حديث الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه أبو ذر الغفاريّ -رضي الله عنه- حيث قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ؟ قال: المسجدُ الحرامُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى، قلتُ: كم بينهما؟ قال أربعون سنةً، وأينما أدركَتْك الصلاةُ فصَلِّ فهو مسجدٌ)، وجرت على المسجد الأقصى عدّة عمليات لإعادة تعميره، وكان أوّل مَن قام بعملية تعمير له النبيّ إبراهيم عليه السّلام، ثمّ أبناءه إسحاق ويعقوب عليهما السّلام، ثمّ تمّ تجديده على يد النبيّ سليمان عليه السّلام؛ حيث قام بإعادة ترميم المسجد الأقصى في حدود العام الألف قبل الميلاد، ثمّ جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما فتح المسلمون المسجد الأقصى؛ فبنى الجامع القبليّ وجعله نوّاة المسجد الأقصى، ثمّ جاءت الخلافة الأمويّة التي قامت ببناء قبة الصّخرة المشّرفه. 


  • تاريخ البناء:

 تضاربت الرّوايات والآراء حول التّاريخ الفعليّ لبناء المسجد الأقصى، فتاريخ بنائه لأوّل مرّة ما زال غيرَ معلوم، إلّا أنّ الأحاديث النّبويّة الشّريفة قد أشارت إلى أنّه بُني بعد بناء الكعبة المشرّفة بأربعين عاماً، وورد ذلك في حديث نبويّ شريف: (عن أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ؟ قال: المسجدُ الحرامُ. قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى. قلتُ: كم بينهما؟ قال: أربعون سنةً. وأينما أدركَتْك الصّلاةُ فصَلِّ فهو مسجدٌ. وفي حديث أبي كاملٍ: ثمّ حيثما أدركَتْك الصّلاةُ فصَلِّه فإنه مسجدٌ). [إسناده صحيح] يُشار إلى أنّ الفترة الزّمنيّة الممتدّة ما بين 3000-1550 قبل الميلاد كانت المرّة الأولى الّتي استوطن البشر فيها حول هذا المسجد؛ إذ جاءت إحدى القبائل الكنعانيَة إلى المنطقة، وأقامت فيها، وبدأ الكنعانيّون ببناء المدينة، وإعادة ترميم ما تبقّى من سور المسجد الأقصى، وتزامنَ ذلك مع الفترة الّتي هاجر فيها نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام إليها، وأقام المسجد وصلّى فيه. توالت الأزمان على المسجد الأقصى؛ فمرّ بعدة عصور خضع في كلٍّ منها للإعمار والتّشييد؛ ومن هذه العصور: عصر الفراعنة، وعصر بني إسرائيل، والإغريق، والإمبراطوريّة الرّومانيّة، ومن ثمّ البيزنطيّة، والعصر الإسلاميّ. وكان للمسجد في صدر العصر الإسلاميّ في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مكانة عالية، خاصّةً بعد حادثة الإسراء المعراج الواقعة في السّابع والعشرين من شهر رجب، بعد بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعشر سنوات، أي قبل الهجرة النّبويّة بثلاث سنوات فقط، وفي هذه الحادثة المباركة أُسرِي بالرّسول فوق دابّة البُراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثمّ عُرِج به إلى السّماوات العُلا.

  • سبب تسمية المسجد الأقصى: 

سُمّي المسجد الأقصى بهذا الاسم لبُعد مسافته عن المسجد الحرام في مكّة المكّرمة، فهو قَصيّ عنه؛ أي بعيد، وهذا الاسم ذُكر في مطلع سورة الإسراء، حيث قال الله عزّ وجلّ: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ)، ومن أسمائه أيضاً: بيت المقّدس الذي يعني في اللغة البيت المطهّر أو المنزّه، وقد ذكره الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه حين قال: (لما كذبتنِي قريشٌ، قمتُ في الحجرِ فجلّا الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقتُ أُخبرهُم عن آياتهِ وأنا أنظرُ إليهِ)، ومن أسمائه كذلك الأرض المباركة؛ لِما ورد في أوّل آية من سورة الإسراء من أنّ الله -تعالى- بارك حول المسجد الأقصى.


وداد عبدالمنعم|همج لطيف 

تعليقات

التنقل السريع