القائمة الرئيسية

الصفحات

البِشارة المُنتظرة "البقرة الحمراء"

 مقال: البِشارة المُنتظرة "البقرة الحمراء"
الكاتب: عمر سعيد 

تصميم: ريم صالح 

مراجعة لغوية: منى رجب


الكل ينتظر هل حقًا نهاية الكون في 20 نيسان بعد عيد الفطر هذا؟ هو الأخير؟

العلامة المُنتظرة قد ظهرت، لقد حان الوقت! استعدوا لبناء الهيكل الثالث وهدوم الأقصى، وظهور المُخلص!

لا، ليس كسوف الشمس الكلي هو ما يُقلق العالم ويُفرح اليهود، بل هى بقرة كان الكل ينتظر ظهورها، وفي ذبحها الخلاص! والآن يبدو أن وقتها قد حان.. ما القصة؟

الزمان: الخامس عشر من أيلول 2022

المكان: فلسطين المُحتلّة.

احتفالاتٌ في أوساط الحاخامات اليهود المُتشددين، بَشارة الخلاص قد وصلت وأُسس الهيكل الثالث سأتُضع قريبًا.. لماذا؟

لأن "بارا أدومَّا" حَطتّ رحالها في أرض الميعاد، بقرتهم الحمراء المزعومة، تلك التي ينتظروها منذُّ ألفي عام، ولكن المُفارقة أنه وبعد غياب أي بقرة حمراء صتفية لمدة ألفي عام، فجاءت وبقدرة قادر ظهرت ليست بقرة واحدة، بل خمس بقرات حمراء.

وإن كنتم تعتقدون أن الأمر وليد أيامنا هذه ومت نشهده فيها من فظائع ومغامرات.. فتمعنوا جيدًا.

البقرة بحسب نصوص المشناة أي شرح التوراة "جزء من كتاب التلمود": بقرة حمراء خالصة، لا يَشوبها أي لون آخر ولو بمقدار شعرة، لم تلد.. لم تُحلب.. لم تُدمغ .. لم يوضع على رقبتها حبل، والأهم أنها وُلدت وتمت تربيتها فيما يُسمى أرض اسرائيل حتى اتمامها عامها الثاني والسبب ذبحها على أرض جبل الزيتون؛ لكي يتطهر اليهود من أنجاس الموتى وتُلغى فتوة الحاخامي الكبري بتحريم دخولهم إلى أرض جبل المعبد أي إلى مسجدنا الأقصى.

الموضوع يعود إلى قرونٍ خلت إلى عهد سيدنا موسى عليه السلام والقصة ذكرها قرآنا الكريم في أكبر سوره باسم سورة البقرة، حيثُ ذكر بالتحديد البقرة الصفراء في آياته الكريمة من السورة من الآية 67 إلى الآية 73 .. نعم البقرة التي طُلبت من اليهود ذبحها كانت صفراء ثم أصبحت على مر الزمن حمراء وآداةً لتخريب بيت المقدس وأولى القبلتين، علماء اللغة أوضحوا أن اللغط سببه تحريف الترجمة من العبرية إلى العربية، فاللون في العبرية يُقصد به الأحمر الفاتح وفي العربية هو الأصفر، ومع التحريفات التي طالت التوراة، باتت البقرة مصدر دمارٍ وخرابٍ للشعوب غير اليهودية وخلاصًا للشعب اليهودي، والبقرة العاشرة ستكون هي المنشودة؛ لتحقيق الهدف المريض، بدأت المحاولات الحثيثة لإيجاد البقرة، بل إن معهد تيمبل الشهير " معهد الهيكل أو ماخون همكداش" ومنذ تأسسيه سنة 1987 كرس نشاطه لإيجاد البقرة الحُلم مدعومًا بمؤسساتٍ صهيونيةٍ آخرى، الضجة نفسها اُثيرت قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، عندما تمت إعلان ولادة بقرة حمراء في أرض اسرائيل المذعومة وتم وضعها في مزرعة سرية في صحراء النقب، والغاية حفظها من أي دنس أو تشويه تمامًا كحال البقرات الخمس الحديثة، إلا أن البقرة وقبل إتمامها عامها الثاني ظهرت عليها شعرتان سودوان أفقدتها شرف تطهير اليهود بدمائها ورمادها، بقيت المحاولات الحثيثة تجرى على قدمٍ وثاق حتى العام 2022 عندما تم الإعلان عن استيراد خمس بقراتٍ حُمر من مزرعةٍ حديثة في ولاية تكساس الأمريكية، البقرات وبعد وصولها فورًا تم التحفظ عليها من قبل الحاخامات المتشددين في مزرعة سرية تابعة لمعبد الهيكل في مدينة بيسان في شمال الأغوار.

البقرات التي اُستقبلت استقبال الأبطال ولم تُدمغ بأي دمغٍ بأي شكلٍ كان، وضعت تحت المُراقبة الحثيثة لضمان عدم ظهور أي شعرةٍ بلونٍ آخر عند تغير شعرها المُعتاد.

في عامنا الحالي تحديدًا أتمت البقرات عامها الثاني وهو السن التوراتي لذبح المنتظر ما يعني أن دمها ورمادها الذان سيُخلطان بماء نبعٍ جارٍ بات هما خلاص اليهود وتطهرهم، وبذبح البقرة سيظهر مُخلص اليهود وسيضعون أُسس بناء هيكلمهم الثالث على أنقاض المسجد الأقصى المُبارك الذي ما زالوا حتى اللحظة محرومين من دخوله وتدميره.

حضروا الأبقار، جهزوا أرض الذبح الذي استولى عليها الحاخام "يتسحاق مامو" قبل اثني عشر عامًا لغاية تجيهزها للحفل المهيب، وأين؟

تمامًا على أرض قمة جبل الزيتون المُطل على المسجد الأقصى، حتى الحاخامات جاهزون بشروط التوراة الغريبة، ولم يبق إلا موعد التنفيذ.

لا قلق فالنصوص التوراتية حددت لهم يوم الثاني من نيسان العبري من نفس السنة التي تُتم فيه البقرة عامها الثاني، تابعوا التالي!

هذا التاريخ العبري يُصادف بالضبط يوم العاشر من نيسان هذا العام، نعم اليوم المُتوقع لعيد الفطر السعيد ورُغم الجدل القائم في أوساط الحاخامي اليهودية، بسبب كون البقرات لم تُولد في أرض اسرائيل أو ما يُسمى بإسرائيل، ورُم ما أضحى معروفًا أن البقرات وُلدت عبر الهندسة الجينية وليس بطريقةٍ طبيعية، مُناقضة بذلك شروط التوراة إلا أن المُتشددين الصهاينة أمثال: أيدي كوهين ويتسحاق مامو وغيرهم، لا يألون جُهدًا في نشر موعد ذبح البقرة المنشودة عبر مُختلف وسائل التواصل الإجتماعي وخصوصًا في تلك الفترة، الأهم هل لذلك علاقة بأحداث السابع من أكتوبر؟


عمر سعيد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع