القائمة الرئيسية

الصفحات

 مقال: المقبرة الملكية لإخناتون
الكاتبة: نورا شتات 

تصميم: سحر عبده

مراجعة لغوية: مِنَّةُ اللّٰه إيهاب


المقبرة الملكية لإخناتون أو مقبرة 55 هي مقبرة عُثر عليها في العمارنة، زوجت فيها مومياء تلبس الحلي الذهبية. وبعد بحوث واختبارات لمعرفة صاحب المومياء اتضح أنها مومياء الفرعون إخناتون

 (1350 قبل الميلاد

مقبرة 55 وتعرف عالميا باسم KV55 ، وتقع بالوادي الشرقي في وادي الملوك بصعيد مصر. اكتشفت على يد إدوارد راسل آيرتون عام 1907 أثناء قيامه بالتنقيب في الوادي لصالح المحامي الأمريكي ثيودور ديفيز. ومنذ اكتشاف المقبرة ساد الاعتقاد بأن المومياء التي تم العثور عليها هي للفرعون إخناتون ؛ وهو ما وطدته الاختبارات الجينية والأبحاث المعملية التي أجريت على المومياء..وتم الإعلان عن تلك الاختبارات في فبراير 2010 وجاءت بأن صاحب المقبرة هو ابن أمنحتب الثالث وفي نفس الوقت والد توت عنخ آمون . علاوة على أن عمر صاحب المومياء يتماشى مع عمر إخناتون عند وفاته. وهو ما لا يدع مجالا للشك بأن المومياء التي تم العثور عليها هي فعلا مومياء إخناتون.

كان إخناتون أول ملك مصري يفكر في وجود قوة كامنة خلف قرص الشمس، أطلق على هذه القوة اسم إله، هو آتون، وترك بعد ذلك كل الآلهة المصرية، بل ترك طيبة التي يوجد بها كهنة آمون وأتباعه، وذهب وأنشأ مدينة جديدة أطلق عليها اسم «أخت آتون» بمعنى «أفق آتون» وعاش في هذه المدينة نحو 17 عامًا يعبد هذا الإله الجديد، لكن خطأه الوحيد هو أنه جعل الشعب يعبد الإله الجديد من خلاله، لذلك عندما مات إخناتون انتهت تمامًا العبادة الجديدة لآتون.

وقد دفن إخناتون في تل العمارنة، بالمقبرة المعروفة باسم المقبرة الكبيرة، رغم أنه قد قام بحفر مقبرة لنفسه عندما كان يعيش في طيبة مع والده الملك أمنحتب الثالث، وهي المقبرة رقم 25 بوادي الملوك الغربي، أو الوادي المعروف باسم وادي القرود. ولم يتم العثور على مومياء هذا الملك، لكن عثر في وادي الملوك على مقبرة تحمل اسم المقبرة رقم 55 وكانت هذه المقبرة بها آثار ومومياء من تل العمارنة، ويعتقد أن الملك توت عنخ آمون هو الذي نقل هذه المومياء والآثار إلى طيبة.

وكان الهيكل العظمي الذي عثر عليه داخل المقبرة رقم 55 موضوعًا داخل تابوت ملكي، ولكن للأسف الشديد فقد أصيبت المومياء بتلف شديد، وأخذت في التآكل حتى أصبحت هيكلًا عظميًا غير مكتمل. وفي بداية الأمر، كان من المعتقد أن هذا الهيكل العظمي لامرأة، ولكن الدراسات اللاحقة قد أثبتت أن الهيكل يخص عظام رجل. وقد توصل الباحثون من قبل إلى أن الجمجمة الخاصة بهذا الهيكل العظمي تشبه جمجمة الملك توت عنخ آمون، ما يدل على أن هذين الرجلين من دم ملكي واحد.

وقد أجمعت معظم الدراسات حول هذا الهيكل العظمي على أن صاحبه قد توفي في أوائل العشرينيات من عمره، في حين توصل فريق من الباحثين إلى أن عظام هذا الهيكل العظمي هي لرجل قد توفي في عامه الـ35، وذلك بناء على تاريخ الوفاة ومحتويات المقبرة التي تضمنت آثارًا تحمل أسماء الملوك، مثل أمنحتب الثالث، وإخناتون، وتوت عنخ آمون، والملكة تي. واعتقد كثير من العلماء أن هذا الهيكل العظمي هو للملك سمنخ كارع، وهو ملك غامض، ويعتقد أنه الشقيق الأكبر لتوت عنخ آمون، وأنه قد يكون شارك إخناتون في العرش في أواخر أيامه، ثم خلفه بعد وفاته.

وبعد ذلك، قمت برئاسة المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية، وبدأنا رحلة البحث عن مومياء إخناتون، ولذلك قمنا ببناء معملين للحامض النووي، واحد في بدروم المتحف المصري، والآخر في كلية طب القصر العيني. وقمت بتعيين فريقين، لكل معمل فريق، وبدأنا في الحصول على عينات الحامض النووي من مومياء الهيكل الذي عثر عليه داخل المقبرة رقم 55، وكذلك عينات من مومياء توت عنخ آمون، وكذلك عينات من مومياء أمنحتب الثالث، والملكة تي التي عثرنا على موميائها، واتضح أن مومياء المقبرة 55 هو ابن أمنحتب الثالث وتي، ووالد الملك توت، وأن أشعة CT - Scan بيّنت أن عمره وصل إلى 35 عامًا، لذلك فقد اتفقنا على أن هذه المومياء تخص الملك إخناتون، وبعد دراسة مظاهر هذا الهيكل اتضح أنه شخص طبيعي، ولا توجد فيه مظاهر الرجولة والأنوثة التي نراها في تماثيله، واتضح أن هذه المظاهر فنية من ديانة آتون.


نورا شتات|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع