القائمة الرئيسية

الصفحات

 

القصة 


القصة أحد الفنون الأدبية، تكتب نثرًا، وهي عبارة عن أحداث مستوحاة من خيال الكاتب أو محاكاة للواقع المتعايش فيه، ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي، وعُرفت بالحكاية أو الخبر في تاريخ الأدب العربي، تدور أغلب أحداث القصة على شخصية أو أكثر، ويُراعى كتابتها وفق ترتيب زمني وترابط سببي، قد يستعمل الكاتب الحوار مع السرد أو يستعمل طريقة السرد فقط لإتمام قصته.


السرد والحوار:

السرد يكون بلسان الراوي، ومن وجهة نظره وله ثلاث طرق:

-إما أن يكون الكاتب هو الراوي للقصة، ويوظف شخص من خياله ليروي بلغة الغائب، وهذا سرد مباشر. 


-وقد يكون الكاتب شاهد ضمن الأحداث، ويتكلم بضمير المتكلم، ويتلبس شخصية بطل القصة، وهذا سرد ذاتي. 


-أما النوع الثالث فيتدخل الكاتب لإبداء رأيه حول أي موضوع بصورة بارزة، ويحلل الشخصيات وسلوكها في القصة. 


الحوار عبارة عن مخاطبة الشخصيات لبعضها؛ لعرض أحداث القصة، وتكوين العقدة، وحلها في النهاية.


زمان القصة ومكانها: 

يجب مراعاة التسلسل في الزمن حتى إنتهاء القصة؛ لأن ترتيب الأحداث حسب الزمان الذي بدأت به القصة دون إرتداد يساعد على تطور الأحداث بطريقة سلسة وسليمة، وقد يحدد الكاتب الزمان المقصود بالحدث كأن يكتب "في ظهيرة يوم كذا حدث كذا.....".


والمكان هو الوسط التي تجري ضمنه الأحداث، ويعد عاملًا رئيسيًا في تكوين مشاعر الشخصيات، وتغير المكان من حين لآخر يهيء للقارئ أحداثًا جديدة، ويبدأ في تخمينها.


البناء الأساسي للقصة: 

الحبكة هي البناء الذي هو أساس القصة؛ فهي مجموعة أحداث وحوادث مرتبة زمنيًا، وهي عبارة عن أسباب ونتائج لإيصال القارئ إلى نتيجة قصصية تخضع لصراع ما تشد انتباه القارئ وتستدرج خياله ليتوقع النهاية.


وتتكون مراحل إكتمال بناء القصة من مقدمة، وحادثة أولى، وأزمة، وتنوير ومن ثم حل حاسم وهو النهاية. 


نعتمد في المقدمة تعيين الزمان والمكان وبطل القصة، ومن خلال الحادثة الأولى يبدأ الكاتب في سرد فكرته المبدأية عن القصة، ومن ثم تبدأ الأحداث بالتصاعد حتى الوصول إلى الأزمة التي هي النقطة المشحونة التي تحتاج بعد ذلك إلى التنوير وإزالة العراقيل المؤدية إلى الحل الحاسم؛ فتهدأ الأحداث بعد التأزم وتسطر النهاية.


أنواع القصص: 

تختلف المسميات التي تطلق على القصة باختلاف حجمها، فيوجد القصة الطويلة والقصة القصيرة أو كما يطلق عليها(أقصوصة). 


_القصة الطويلة قد يطلق عليها في بعض الأحيان رواية قصيرة إلا أنها تظل في الإطار المتوسط بين الأقصوصة والرواية، يتراوح عدد كلماتها بين عشرة آلاف كلمة وعشرين ألف كلمة أي بحدود سبعين صفحة، ولا تزيد عن المائة.

مقدمة القصة الطويلة تكثف وكأنها ملخص للقصة، ويمكن وصف الشخصيات الأساسية بشكل موجز، ومن الخطأ إكثار الأماكن والأزمنة التي تدور فيها الأحداث، فيستحسن أن تكون أماكن معدودة، وحقبة زمنية قصيرة.


_القصة القصيرة تتناول قطاعًا عرضيًا في الأحداث؛ فهي تهدف غالبًا إلى تقديم حدث واحد في مكان محدد، وفي مدة زمنية قصيرة، ببطولة شخصية واحدة في الأغلب أو عدة شخصيات تجمعها نفس الأزمة، وتُكتب غالبية القصص القصيرة بنهاية على هيأة درس؛ لإفادة القارئ، وتصل عدد الكلمات في الأقصوصة إلى سبعة آلاف وخمسمائة كلمة أي ما بين الثلاث صفحات والعشرين صفحة، فإن زادت تدرج تحت مسمى القصص الطويلة أو الروايات القصيرة.


واشتق البعض من الأقصوصة نوعًا أصغر من القصص، لم يحدد لها جنس أدبي، وأطلق عليه الومضة القصصية، لا يتجاوز عدد سطورها الثلاثة وأقصى حد لها في عدد الكلمات حوالي أربعين كلمة، وقد تقل إلى ست كلمات، ومن الممكن أن نعتبرها فكرة قصة بدون أحداث وحوار، ويميز كاتبها قدرته على فن السرد، وتحفيز عقل القارئ بكلمات بسيطة.


نور محمد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع