القائمة الرئيسية

الصفحات

 مقال: الآثار والعادات العثمانية
الكاتبة: حسناء بخاتي 

تصميم: ريم صالح

مراجعة لغوية: مِنَّةُ اللّٰه إيهاب

تركت الحقبة العثمانية فى مصر الكثير من الشواهد المعمارية الباقية مثل الأسبلة؛ ففى عهد عبدالرحمن كتخدا فى القرن الثانى عشر الهجرى (الثامن عشر الميلادى)، شهدت مصر بناء عدة أسبلة وكتاتيب بعضها متصل بالمسجد والبعض منفصل عنه، ومن هذه الأسبلة: سبيل محمد على بالنحاسين وعبدالرحمن كتخدا بالجمالية وسبيل الوالدة باشا بشارع الجمهورية، ومن الآثار والشواهد البارزة أيضًا مسجد محمد علي بالقاهرة بمآذنه وقبابه المتعددة، الذى صمَّمه المهندس العثمانى سنان لمحاكاة مسجد السلطان أحمد بإسطنبول، ومسجد محمد أبوالدهب، ومسجد سارية الجبل أو سليمان باشا، ويقع داخل قلعة صلاح الدين، وهو أول مسجد فى مصر أُنشئ على الأسلوب العثمانى، ومسجد سنان باشا ومسجد الملكة صفية فى شارع محمد علي بالقاهرة، وهى زوجة السلطان مراد الثالث، ومسجد تغرى بردى، ويقع فى شارع المعز لدين لله، ومسجد سيدي عقبة بن عامر، ومسجد ميرزا.


ومن الشواهد المعمارية التى خلَّفها الحكم:

-استحدث العثمانيون فى بناء الجوامع بمصر الشكل التركى، وهو متخذ من شكل الكنائس البيزنطية القديمة، ومن مظاهر هذا الاقتباس اتخاذ القباب بدلًا من السُّقُف المستوية، فصارت القبة فى كل جامع هى المركز الذى يدور عليه بناء الجامع، وكانت القباب قبل ذلك تستخدم فى الأضرحة فقط.

ويعد عبدالرحمن كتخدا هو شيخ المشيدين والمرممين فى ذلك العصر؛ فله ١٨ جامع فى القاهرة من بين منشأ حديثًا ومجددًا، وأشهر ترميماته ترميمه الجامع الأزهر وضريح السيدة زينب والسيدة سكينة، وآخر ما أُقيم فى مصر من الآثار التركية السبيل والكتاب اللذان بناهما السلطان مصطفى الثالث تجاه مسجد السيدة زينب، وسبيل وكتاب السلطان محمود الأول فى شارع درب الجماميز.

ومما خلفته الفترة العثمانية من تأثير على القاموس المصرى أنْ تركت مجموعة كبيرة من الكلمات التى نستخدمها فى حياتنا اليومية دون أن يعرف كثيرون أن أصلها «عثمانى»، وقد امتزجت بالقاموس الذى يستخدمه المصريون فى حياتهم اليومية، ومن هذه الكلمات ما هو موجود فى مجالات العمارة والتجارة والسياسة وفى المجال العسكرى أيضًا، ومن هذه الكلمات كلمة «جمرك» التى تعنى «الضريبة التى تؤخذ على البضائع»، وكلمة «شنطة» للدلالة على الحقائب، وبخاصَّة الصغيرة منها، وكلمة «جزمة» وأصلها «تشيزمه» بالتركية بمعنى حذاء.

ومن الشواهد المعمارية التى خلَّفها الحكم العثمانى لمصر أيضًا التكايا التى أقامها العثمانيون لاستقبال المتصوفين الذين ينقطعون للعبادة، ومنها التكية السليمانية وتكية السلطان محمود بشارع بورسعيد، ومن أهم المنشآت فى ذلك العصر سبيل خسرو باشا بالنحاسين، ويقع بجوار قبة السلطان الصالح نجم الدين أيوب.


حسناء بخاتي|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع