مما لا شك فيه إن أهم وأعظم مظاهر العفة في النساء هو الحجاب؛ حيث أنه ينطوي على جميع مفردات الطهارة وكذلك الحياء أيضًا، حيث إنه يشتمل على جميع مظاهر ومعاني الفضيلة والنقاء أيضًا، حيث أن الحجاب هو تاج المرأة المسلمة، حيث أنه من الفروض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على النساء المسلمات، الحجاب له العديد والعديد من المزايا؛ حيث أنه يحافظ على كرامة المرأة، وأنه يظهرها بشكل يدل ويرمز للتعفف، و يجعلها بعيدة كل البعد عن التبرج الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات، حيث أن الحجاب يعد من المظاهر التي تشير إلى المجتمعات المسلمة، حيث أنه من أشد الظواهر التي تشير إلى سلامة العقيدة، ومدى قوة الإيمان بالله وباليوم الآخر وأن تلك الأمة هي أمة تخاف الله سبحانه وتعالى، وتطمع في نَيّل الجنة.
حيث قال الله عز وجل في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"
أولًا: المفهوم الحقيقي للحجاب:
أن المرأة المسلمة ينبغي أن تكون عفيفة وأن تكون ذات مروءة، وأن تكون بعيدة عن مواطن الشبه، بعيدة عن إختلاطها بالرجال الأجانب، هذا هو معنى الحجاب
قال تعالى: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن"
ومعناه أن "الخمر" : جمع خمار وهو ما تجعله المرأة على رأسها، ثم تُنزله حتى يصل إلى جيبها، والجيب هو الفتحة التي تكون عالي الصدر.
قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن "
والجلباب هو : ما تجعله المرأة علي رأسها مرخية له على وجهها، هكذا ينبغي وهذا هو الحجاب والغرض من هذا كله هو إبعاد المرأة المسلمة من أن تفتن بالرجال وأن لا يفتتنوا بها
ثانيًا: أهمية الحجاب
الله سبحانه وتعالى أخبر عن نساء النبي وهن أطهر قلوبًا وأعمق علمًا، وأعظم من نساء وقتنا، والصحابة أجل وأفضل وأطهر قلوبًا من رجال زماننا قال الله تعالى:
"وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"
و الحجاب وسيلة، والغاية من تلك الوسيلة هو محافظة المرأة على نفسها والبقاء علي مروءتها وعفافها وإبعادها عن مواطن الشبه، وأن لا تفتتن بغيرها وأن لا يفتتن غيرها بها فان محاسنها وجمالها كله في وجهها والله أعلم.
ثالثًا: حكم كشف الوجه
في أختلاف بين العلماء في حكم تغطية الوجه " النقاب"
ف البعض يقول يلزم غطاء الوجه والبعض الأخر لا يلزم ب غطاء الوجه ويسمح بكشف الوجه والكفين
رابعًا: أشكال الحجاب المختلفة :
يأتي الحجاب بأشكال عديدة وفي العديد من مستويات تغطية الجسم.
يختلف شكل الوشاح فوق الرأس من شخص لآخر، ويختار البعض تغطية وجوههم والبعض الآخر يختار فقط ارتداء ملابس متواضعة بينما لا يزال يظهر الوجه؛ هذه كلها أشكال من الحجاب حتى لو لم تشبه الصورة النمطية التي يراها الفرد في وسائل الإعلام.
خامسًا:شروط الحجاب الشرعي
للحجاب في الإسلام عددٌ من الشروط والصفات حتى يعتبر حجابًا شرعيًّا صحيحًا، وهذه الشروط هي:
١- استيعاب الحجاب لجميع البدن إلا ما ورد نصٌّ في استثناءه، ودليل ذلك قول الله تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ"
ففي الآية الكريمة بيانٌ لوجوب ستر الزينة وعدم إظهارها أمام الأجانب إلا ما ظهر منها من غير قصدٍ.
٢- ألّا يكون الحجاب زينةً في نفسه؛ يلفت الأنظار إليه.
٣- أن يكون الحجاب صفيقاً أيّ؛ لا يشفّ، فالحجاب الخفيف الشفّاف الذي يُرى بدن المرأة من خلاله لا يتحقّق به المقصود من الحجاب؛ وهو الستر، بل إنّه يبدي زينة المرأة ويزيد فتنتها وزينتها.
٤- أن يكون الحجاب فضفاضاً غير ضيّقٍ، فيصف شيئا من جسمها؛ فالغرض من لبس الحجاب هو رفع الفتنة وعدم وقوعها، وهذا المقصد لا يحصل إلّا باللباس الفضفاض الواسع، أمّا اللباس الضيّق فإنّه وإن كان ساتراً للون البشرة، إلّا أنّه يصف حجم الجسم أو بعضه.
٥- ألّا يكون الحجاب مبخّراً ومطيّباً؛ وذلك لورود الأحاديث النبويّة الكثيرة التي تنهى النساء عن التطيّب إذا خرجن من بيوتهنّ، فعن زينب زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال :
(إذا خرجتْ إحْداكنَّ إلى المسجدِ فلا تقْرَبنَّ طِيبًا).
٦- ألّا يشبه الحجاب لباس الرجل؛ فقد ورد في السنّة النبويّة أحاديث صحيحةٌ في لعن المرأة التي تتشبّه بالرجل في اللباس أو غيره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال: (لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجلَ يلبسُ لبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبسُ لبسةَ الرَّجل).
٧- ألّا يشبه الحجاب لباس الكافرات؛ فقد تقرّر في الشريعة الإسلامية أنّه لا يجوز للمسلمين رجالاً ونساءً التشبه بالكفار، سواء في عباداتهم أو أعيادهم أو لباسهم .
٨-ألّا يكون الحجاب لباس شهرةٍ؛ وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
(مَن لبسَ ثوبَ شُهْرةٍ في الدُّنيا، ألبَسَهُ اللَّهُ ثوبَ مذلَّةٍ يومَ القيامةِ، ثمَّ ألهبَ فيهِ نارًا).
سادسًا: متى ومن يُلبس الحجاب
يرى الفقهاء استنادا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية أنه يجب على كل امرأة مسلمة بلغت سن التكليف
( وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء)
أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب
(وهم الرجال غير المحارم).
لذا فإن الحجاب هو فريضة على المرأة المسلمة البالغة يجب أن تستتر به عن الرجال ما عدا من أباح لهم الشرع أن تتزين أمامهم وهم :
(الآباء، الأجداد، آباء الأزواج، أبناء الأزواج، أبنائهن، الإخوة، أبناء الإخوة، أبناء الأخوات، الأعمام، الأخوال، المحارم من الرضاع).
استنادا إلى نص الآية 31 من سورة النور :
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
مهما طال الحديث في ذلك الموضوع لا ينتهي أبدًا لأهميتهُ ولكثرة دلائلهُ، فُرض الحجاب لحفظ المرأة وتكريمها، فالحفاظ على قيمهُ واجب.
ساره عبدالله|همج لطيف
تعليقات
إرسال تعليق