القائمة الرئيسية

الصفحات




بسم الله، والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد وعلى أله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، مما لا شك فيه أن الموسيقى أقدر الفنون على خدمة الإنسان، وأرقى منشطات الحياة والصحة النفسية والعضوية، فالصحة النفسية والعضوية وهي تنبع تناسق الشيء مع كل شيء الخلية مع الخلايا، والروح مع الأرواح، والإنسان مع الكون، كما تتناسق النغمة مع النغمات، والآلة مع الآلات.

وكفن يعتبر أفلاطون أن الموسيقى أرفع الفنون وأرقاها، لأن الإيقاع والتوافق يؤثران في النفس الباطنية، والحياة الانفعالية للإنسان، بما ينعكس أثره على أعضاء الجسم وكل أجهزته.


 أولًا: ما هي الموسيقى 

الموسيقى هي فن مؤلف من الأصوات والسكوت عبر فترة زمنية، ويعتقد العلماء بأن كلمة الموسيقى يونانية الأصل، وقد كانت تعني سابقًا الفنون عمومًا غير أنها أصبحت فيما بعد تطلق على لغة الألحان فقط، وقد عرفت لفظة موسيقى بأنها فن الألحان وهي صناعة يبحث فيها عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها وعن الإيقاعات وأوزانها، والموسيقى فن يبحث عن طبيعة الأنغام من حيث الاتفاق والتنافر، وتأليف الموسيقى وطريقة أدائها وحتى تعريفها بالأصل تختلف تبعًا للسياق الحضاري والاجتماعي.

 

ثانيًا: الآلات

 العضوية (صوت الإنسان، التصفيق) وآلات النفخ (الناي، البوق، الكلارينيت، الساكسفون) والوترية (مثل: العود، والقيثارة، والكمان، و البزق )، والإلكترونية (الأورغ). ‏ كما تتفاوت الأداءات الموسيقية بين موسيقى منظمة بشدة في أحيان، إلى موسيقى حرة غير مقيدة بأنظمة في أحيان أخرى، وهي لا تتضمن العزف فقط بل أيضًا القرع في الطبول وموسيقى الهرمونيكا.

 ‏وتعرف الموسيقى علي انها لغة التعبير العالمية، والموسيقى هي اللغة التي نسمعها في كل شيء في الحياة في المنزل من التلفاز والحاسوب وفي العمل، في رنات الهاتف المحمول، في وسائل المواصلات.

 ‏وأيضا لكل إنسان لون وطبقة صوتية خاصة به، فيوجد الصوت الخشن، ويوجد الصوت الرقيق الناعم، وهناك القوي والآخر الضعيف، كما يوجد الصوت الذي يعكس الحنان أو الذي يعكس القسوة.


ثالثًا: ‏تعدد الأصوات حسب المصدر

 فهناك صوت الإنسان، وصوت الطبيعة، وصوت الحيوانات والطيور، وصوت الآلات، والأصوات لا تنتهي ويحل محل الصوت الصمت بألا نسمع صوتًا، ولا جدال أن أكثر الأصوات إبداعاً هو صوت الانسان، لأنه باستطاعته ترتيبه كيفما يشاء ويطوعه حسبما يريد. 


رابعًا: ما هو الغناء

الغناء هو إنتاج بشرى يتواجد بتواجد الثلاث عناصر التالية: الموسيقى، والكلمه، والصوت.

والغناء هو نوع من أنواع الكلام لكنه منغم ومتواصل. 

ويمكن تأدية الغناء بشكل منفرد أو في شكل جماعي والذي بعرف باسم "الكورال" ‏ وقد يكون أداء صوتي منغم بدون وجود لأي آلة موسيقية، ومن الأعضاء الهامة التي تتحكم في خروج الصوت هي الأحبال الصوتية وما يحدث فيها من إهتزازات عند مرور الهواء بها.


خامسًا: أنواع الموسيقى


١- الموسيقى الغربية الكلاسيكية: وهي تختلف عن باقي الموسيقى، ومن أنوعها: السيمفونية، ومعناها الأصوات المتزامنة مع بعضها البعض. الروك، وهي مزيج من موسيقى الريف، وموسيقى البلوز، وموسيقى الفولك، وظهرت هذه الموسيقى في منتصف الخمسينيات. الأوركسترا، وهي بالمعنى اليوناني المساحة بين المشاهدين وخشبة المسرح، ويستعمل فيها العديد من الآلات الوتربة، والآلات الهوائية، والآلات الإيقاعية. الراب، وهو الكلام المقفى والسريع، ولا يلتزم بأي بلحن. 


٢-الكونشرتو: وهي الموسيقى التي تتألف من الآلات لتحل محل الصوت البشري.


٣-الجاز: وجذورها هي الثقافات الواقعة غرب أفريقيا، والجاز على عدة أنواع، هي: الجاز الحاد، والجاز البارد، والسيمفوجاز. 


٤-البلوز: تعد من الموسيقى التي تستعمل الصوت مع الآلات الموسيقية، وهي مأخوذة من المسيقى الأفريقية، الأمريكية. 


٥-الهيفي ميتال والميتال: وهو نوع موسيقى يندرج تحت موسيقى الروك، ويستعمل عند أدائها آلات صاخبة التي تقوم بإصدار الأصوات القوية، مثال آلة الجيتار. 


٦-السوناتا: ومعناها باللغة اللاتينية يغني، أو يعزف، وآلاته الأساسية هي البيانو.


٧-الموسيقى العربية الشرقية هي موسيقى لها قواعد، ولها مذاق خاص، وتختلف الموسيقى بين كل دولة عربية وأخرى. 


ومن أنواع الموسيقى العربية: 

١-التخت الشرقي، وهو موسيقى الأوركسترا العربية، ويستعمل فيها الآلات الموسيقية الآتية: الناي، والعود، والكمان، والدف، وغيرها. الراي، وجذوره تعود إلى العرب الذين هاجروا من الأندلس. 


٢-القصيدة: حيث تعتمد الوزن والقافية، وتعتبر من الشعر الغنائي. 


٣-الموسيقى الشعبية: ازدهر هذا الفن في المغرب العربي. 


٤-الطقطوقة: وهي زجل ويعتمد على موسيقى واحدة.


٥-الموشح حيث يعد من الفن الشعري ومن أشهر الموشحات: الموشحات الأندلسية. 


٦-الموال: وله عدة مواضيع متنوعة مثل: العتاب والمدح والحزن والغزل وغيرها. 


سادسًا: خصائص الصوت الموسيقي

 يملك الصوت الموسيقي عدد من الخصائص والمميزات، أهمها: الإيقاع. العذوبة. الزخرفة. الميزان. طبقة الصوت، حيث يشمل التجانس الهارموني، واللحن، الجودة الصوتية، الحيوية. 

المفتاح الموسيقي: 

المفتاح الموسيقي هو من ثلاث رموز هي: مفتاح الفا: ويستخدم لطبقة الأصوات الغليظة.

 مفتاح الدو: ويستخدم لطبقة الأصوات المتوسطة.  ‏مفتاح الصول: ويستخدم لطبقة الصوت الحادة والمتوسطة.


سابعًا: أنواع الألات الموسيقيه


١-الآلات الوترية: يتطلّب العزف على هذه الآلات مهارات حركية قوية ودقيقة؛ فمثلاً تتطلّب آلات الكمان والتشيلو القدرة على الإمساك بالقوس بدقة، وشد أوتاره، إضافةً إلى ضرورة توخّي الدقة في مواضع الأصابع، وذلك لخروج النغمات بشكل متناغم، ومن جانب آخر فإنّ المهارات الجسمية التي يتطلبها العزف على آلات التشيللو تتمثّل في القدرة على دفع أوتار القوس للأسفل بقوّة، وذلك لكبر حجم هذه الآلات، ويمكن للعازف اتخاذ وضع الجلوس بدلاً من الوقوف أثناء العزف وخاصة الأطفال، ومن الأمثلة على هذه الآلات أيضاً الجيتار.


٢-آلات النفخ تتنوّع آلات النفخ في آلية عملها، فمنها ما يحتوي على الثقوب المفتوحة كآلة الكلارينيت، والتي يتطلّب العزف عليها مهارات عالية في وضع الأصابع على الثقوب بإحكام وتغطيتها بشكل كامل، إضافة إلى التنقّل السريع للأصابع بين المفاتيح، وأمّا آلتي الفلوت، والبيكولو فهما أسهل في العزف؛ لأنّهما تحتويان على مفاتيح مغلقة لا تستوجب وضع الأصابع بدقة على الثقوب،كما تعتبر الساكسافونات من آلات النفخ وهي آلة اخترعها أدولف ساكس وعرضها لأول مرّة في معرض بروكسل عام 1841م، وتتخذ الساكسفونات أشكالاً مخروطيّة مصنوعة من النحاس الأصفر، يتم نفخها بواسطة الفم، وهناك العديد من الأنواع منها في الوقت الحالي.


٣-الآلات الإيقاعيّة تعتمد هذه الآلات في عملها على اهتزاز المواد الصلبة لإصدار الصوت، ومن المواد الصلبة التي تستخدم في صناعتها: الخشب، والمعادن، وتعتمد الآلات الإيقاعية على الضرب لإصدار الأصوات، ومن أنواعها: المثلثات، والأجراس، والطبول الفولاذية، و طبول الجونج، إضافة إلى طبول الباس التي يتم الدق عليها باستخدام العصيّ.


٤-آلات المفاتيح تسمّى هذه الآلات الموسيقية بهذا الاسم؛ لأنّها تقوم على فكرة الضغط على المفاتيح في آلية عملها، ومن الأمثلة عليها: الأوكورديون، والبيانو، ويندرج البيانو في قائمة الآلات التي تعمل بنظام (Sachs-Hornbostel)، ولهذه الآلة نوعان هما: البيانو العمودي، والبيانو الأفقي، ويختلف كلاهما في شكله وحجمه.


ثامنًا: تأثير الموسيقى على الإنسان 

١-الآثار الإيجابية:

 ‏

 ‏١-الفوائد العقلية والنفسية للموسيقى: يُشير الخبراء إلى أنّ للموسيقى تأثير قوي على العقل؛ فهي تُحفّز العقل للعمل بالطريقة نفسها التي تحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة لتحسين لياقة الجسم، وقد أُثبت علميًّا أنّ الموسيقى تُساعد في استذكار المشاعر، كما تُحفّز الخلايا العصبيّة في الدماغ وذلك من خلال تكرار الاستماع إلى لحن معين في فترات زمنية مختلفة، فكلما استمع الشخص إلى نغمة محددة تُصبح مألوفة لديه وتقوّي الخلايا العصبية، وفيما يلي أبرز الفوائد العقليّة والنفسيّة للموسيقى:

 ‏

 ‏٢-تقليل التوتر: أُثبت أنّ الاستماع إلى الموسيقى خاصة الهادئة ذات الإيقاع البطيء، والنغمة المنخفضة، وبدون كلمات تُساعد في الاسترخاء وتقليل التوتر لدى الناس الأصحاء وحتى الآخرين الذين يخضعون على سبيل المثال إلى عمليات جراحيّة بسيطة.

 ‏

 ‏٣-تقليل القلق: وضحّت الدراسات التي أُجريت على مرضى السرطان الذين اعتمدوا الاستماع للموسيقى إلى جانب العلاج الصحي المعتاد انخفاض القلق والخوف لديهم مقارنةً بالمرضى الآخرين الذين تلقّوا الرعاية الصحية فقط.

 ‏

 ‏٤-تحسين الذاكرة: أظهرت دراسة أُجريت على الناجين من السكتات الدماغية أنّ الاستماع إلى الموسيقى ساعدهم في تطوير المخزون اللغوي وقدرتهم اللفظية، وقللت التشويش لديهم، إضافة إلى تحسين قدرتهم على التركيز.

 ‏

 ‏٥-معالجة الأمراض العقلية: اكتشف باحثون في علم الأعصاب أنّ الاستماع إلى الموسيقى يُحفز إفراز بعض المواد الكيميائيّة العصبيّة، التي تلعب دورًا مهما في وظائف المخ والصحة العقليّة والتي قد تُحسّن الحياة الاجتماعيّة للمصابين بمرض الفصام، إذ تؤثر في الآتية: مادة الدوبامين الكيمائيّة المرتبطة بمراكز المتعة، وهرمون السيروتونين وغيره من الهرمونات المتعلقة بالمناعة، وهرمونات التوتر كالكورتيزول، إضافةً إلى الأوكسيتوسين الذي يُعزز القدرة على التواصل مع الآخرين.

 ‏

 ‏٦-تجربة تعليميّة أفضل: ينصح الأطباء في جونز هوبكنز بالاستماع إلى الموسيقى لتحفيز العقل؛ إذ يظهر ذلك من عند التعرّض لأشعة الرنين المغناطيسي، التي تظهر مناطق نشطة ومضيئة في الدماغ نتيجةً لاستماع الفرد للموسيقى، كما تُزيد من الحماس للتعلّم.

 ‏

 ‏٧- تحسين الأداء المعرفي والإدراكي: تُشير الأبحاث إلى أنّ تشغيل الموسيقى في الخلفية بينما يُنجز الفرد أنشطة أخرى تُحسّن من الأداء خاصة لدى كبار السن.

 ‏

 ‏٨-إنقاص الوزن: تُعد من أكثر الفوائد المدهشة للموسيقى؛ إذ إنّ تناول الطعام في الأماكن ذات الإضاءة المنخفضة والموسيقى الهادئة تُساعد الأشخاص في تناول كميّات أقل من الطعام.

 ‏

 ‏٩-تحسين جودة النوم: يُعد الأرق من المشاكل التي تؤثر على حياة الأفراد إلّا أنّ الاستماع للقليل من الموسيقى الكلاسيكيّة الهادئة قد يكون علاج آمن وفعّال لتحسين جودة النوم.

 ‏

 ‏١٠-تعزيز الأداء والقدرة على التحمل: يُمكن تطبيق ذلك على التمارين الرياضية، فبينما يتمرّن الشخص وهو يستمع للموسيقى يُعزز ذلك من أدائه ويشتت انتباهه عن الألم أو الإجهاد، كما يُقلل من تصوّر الشخص لحجم الجهد الذي بذله.

 ‏

 ‏١١-تُحسّن الدافع لدى الأشخاص: يُعد الاستماع للموسيقى سريعة الإيقاع دافع للأفراد للإنجاز بشكل أكبر.

 ‏

 ‏١٢-تُحسّن المزاج: إذ تُحسن الموسيقى المزاج وتجعل الشخص أكثر سعادة وفرح.

 ‏

 ‏١٣-تُقلل من أعراض الاكتئاب: إذ تُساعد الموسيقى في التقليل من مخاطر الاكتئاب والاضطرابات النفسيّة الأخرى.

 ‏

 ‏٢-الفوائد الجسدية للموسيقى: إضافةً للفوائد العقليّة 

 ‏

 ‏والنفسيّة للموسيقى على الإنسان، فإنّ للاستماع لها أيضًا العديد من الفوائد الجسديّة، ومن أبرزها ما يلي: 1:التعافي من السكتات الدماغيّة والنوبات المرضيّة: إنّ الاستماع للموسيقى قد يُساعد في التعافي بعد الإصابة بالسكتات الدماغيّة؛ "إذ أظهرت أحد الدراسات التي أُجريت في عام 2008 على عدد من مرضى السكتة الدماغيّة في جامعة هلسنكي في فنلندا، تَحُسنًا في القدرة اللغويّة بعد استماعهم للموسيقى لمدّة ساعتين يوميًّا"، كما ساعدت أيضًا في علاج مرضى الصرع، ويعد السبب وراء حدوث النوبات هو الإجهاد؛ والاستماع إلى الموسيقى يعطي شعور الراحة والاسترخاء.

 ‏

١-التناغم القلبي: تُغيّر الموسيقى من كيمياء الدماغ، ممّا يُفيد القلب والأوعيّة الدمويّة وقد يكون ذلك من خلال تحسين وظائف الأوعيّة الدمويّة، والحفاظ على معدل ضربات القلب ومستويات ضغط الدم للمعدل الطبيعي بعد ممارسة التمارين، كما أنّها تقلل الشعور بالألم والقلق أثناء التعافي من جراحة القلب.

 ‏

 ‏٢-التقليل من الإجهاد والتعب: وَجَد الباحثون في جامعة شنغهاي عام 2015 م أنّ الموسيقى الهادئة تُساعد في تقليل آلام العضلات، ورفع قدرة التحمل عند إنجاز المهام، كما أنّ الجلسات الموسيقيّة قللت من التعب الذي يشعر به مرضى السرطان. 3:يوجد تأثير للموسيقى على الإنسان؛ إذ قد تنعكس على صحة الجسم العقليّة والنفسيّة، خاصةً إذا كانت تلك الموسيقى هادئة ومنخفضة وبدون كلمات؛ فقد تُساعد في تقليل التوتر والقلق والشعور بالاكتئاب، كما أنّها تُحسّن المزاج وجودة النوم، إضافةً لقدرتها على تقليل تناول الطعام، وغيرها العديد من الفوائد الأخرى، إضافةً إلى العديد من الفوائد الجسديّة، ومنها: تقليل الألم والتعب والاجهاد، كما أنّ لها دور في التعافي من السكتات الدماغيّة والنوبات القلبيّة

 ‏

 ‏٣-الآثار السلبية للموسيقى: الموسيقى كغيرها من الأشياء تُعتبر سلاح ذو حدين: 

 ‏

 ‏١-يمكن للموسيقى أن تجعل الشخص يرى العالم بشكل أكثر سلبية عند سماع أغاني حزينة أو عدوانية، الأمر الذي يجعل الشخص ينظر للعالم على أنّه أقل إيجابيّة وسطوعًا مما هو عليه. 

 ‏

 ٢-يمكن للموسيقى أن تزيد من العدائية فعلى سبيل المثال كانت تُستخدم منذ القدم في الحروب، خاصةً الموسيقى التي تحتوي على كلمات عدوانيّة، والتي قد تتحوّل إلى حقيقة.

 ‏

 ‏٣-تُدخل الشخص في دوامة من إذاعة الوقت إذا بالغ في الاستماع لها. 

 ‏تَفوق الموسيقى فكرة أنّها مجموعة من الألحان المُغنّاة؛ فلها دور فعّال ومهم جدًا على الإنسان، إذ تُستخدم كعلاج في الكثير من الحالات، وأثبتت الدراسات والبحوث فاعليتها في التخلّص من مخاطر الاكتئاب، وتقليل الآلام الجسديّة، وزيادة الدافعيّة لدى الشخص عند الاستماع إليها، وتقوية الذاكرة لارتباطها بأحداث ومواقف معينة، وعلى النقيض هنالك أيضًا بعض السلبيات لها فقد تُغيّر مزاج الشخص وتُدخله في دوامة من الحزن.


تاسعًا:حكم سماع الموسيقى 


من خلال أقوال أهل العلم أن الغناء من مكايد الشيطان ومصايده التي يكيد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين ويفسد بها قلوب الجاهلين والمبطلين.

 يبعد به القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، وهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، هو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق من معشوقه غاية المنى، وفساده على سامعيه لا يخفى وأثاره عليهم واضحة لا تنكر.

وفي البداية نقول: إن المؤمن التقي صاحب القلب النقي يكفيه من كتاب الله تعالى آية، ويرضى من صحيح الحديث برواية، فكيف وقد كثرت الأحاديث وتضافرت الآيات واجتمع أهل العلم على تحريم الغناء.


١-القرآن الكريم:

قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (لقمان:6، 7).


قال الواحدي: "أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء".

وقال أبو الصهباء: " سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال: (والله الذي لا إله غيره هو الغناء) يرددها ثلاث مرات " .

وقال ابن عباس: "هو الرجل يشتري الجارية تغنيه ليلاً ونهارًا" .

وصحَّ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "هو الغناء" .


٢-قال تعالى مخاطبا إبليس عليه لعنة الله: (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً . وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلا غُرُوراً) (الإسراء:63،64)

قال مجاهد: "صوته الغناء والباطل". وقال مُرَّة: "صوته المزامير". وقال الحسن: "صوته هو الدف: يعني في غير ما أبيح له". 

وقال ابن عباس : "كل داعٍ إلى معصية". ولا شك أن الغناء من أكبر الدواعي للمعصية.


٣-قال تعالى مخاطبا المشركين الذين أعرضوا عن سماع القرآن: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ . وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ . وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ) (لنجم:59،61)

قال ابن عباس: "السمود الغناء في لغة حمير". يقال: اسمدي لنا: أي غني لنا. وقال عكرمة: " كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، فنزلت الآية".

وقد فسر بعضهم السمود بالغفلة والإعراض واللهو، ولا تعارض، فإن الإنسان إذا سمع الغناء كان في غفلةٍ ولهوٍ عن القرآن والذكر والطاعة.


٢-الأحاديث الشريفة:


١-روى البخاري عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: "ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلُّون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير".      

هذا الحديث رواه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم، قال: "وقال هشام بن عمار" وذكر بقية السند والمتن.

- وهذه الصيغة تدل عنده على الصحة؛ لأن هشام شيخ البخاري فقوله قال كقوله عن كقوله حدثنا؛ لأن البخاري ليس مدلسًا، فالحديث موصول.

-الحديث ورد عند أبي داود بسند صحيح من غير طريق هشام.

-وقد صحح الحديث أئمة الدنيا كابن الصلاح وابن حجر، وابن تيمية.


٢-وروى البزار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" (حسنه الألباني) .


٣-ويقويه حديث جابر عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوتٌ عند نعمة لهوٍ ولعبٍ ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان".


٤-وروى الإمام أحمد الترمذي والبيهقي وابن حبان والطبري عن ابن عباس: "إن الله حرَّم عليَّ أو حرمَّ الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام". والكوبة: الطبلة.


٥-وعن عمران بن حصين: "يكون في أمتي قذف خسف ومسخ، قيل يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت المعازف، وكثرت القيان وشرب الخمر".


٦-أقوال أهل المذاهب:


- ‏أولًا: مذهب أبي حنيفة رحمه الله:


- ‏ومذهبه في ذلك أشد المذاهب، وقوله فيه أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق، والتلذذ به كفر.

- ‏وقالوا: "يجب عليه أن يجتهد في ألا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره".

- ‏وسئل القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة عن دار يسمع منها صوت المعازف فقال: "أدخل عليهم بغير إذنهم؛ لأن النهي عن المنكر فرض".

- ‏وقالوا: "ويخبر عنه الإمام إذا سمع ذلك من داره، فإن أصر حبسه أو ضربه سياطًا وإن شاء أزعجه عن داره".


- ‏ثانيًا: مذهب مالك رحمه الله:


- ‏وقد ورد عنه النهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: "من اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب". وسئل – رحمه الله – عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال: " إنما يفعله عندنا الفساق".


- ‏ثالثًا: مذهب الشافعي رحمه الله


- ‏فقد تواتر عنه أنه قال: "خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنا دقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن".

- ‏والتغبير: شعر يزهد في الدنيا، يغنى به مغنٍ، فيضرب أحد الحاضرين بقضيب على نطع (قطعة جلدٍ) أو مخدة على توقيع الغناء. يعني يلحن شعر الزهد والحكمة.

- ‏قال ابن القيم رحمه الله: "فليت شعري!! ما يقول في سماعٍ التغبيرُ عنده كتفلة في بحر قد اشتمل على كل مفسدة وجمع كل محرم؟!.. يعني غناء أهل زمانه فماذا لو سمع غناء أهل زماننا واطلع على الفيديو كليب وما فيه!!!

- ‏قال أبو إسحاق الشيرازي الشافعي: "ولا تصح الإجازة على منفعة محرمة كالغناء، والزمر وحمل الخمر، ولم يذكر فيه خلافًا".

- ‏وقال الشافعي: "وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته، وأغلظ القول فيه".


- ‏رابعًا: مذهب أحمد


- ‏أما الإمام أحمد إمام أهل السنة فقد قال ابنه عبد الله: "سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني. ثم ذكر قول الإمام مالك: إنما يفعله عندنا الفساق".

- ‏وقد نصَّ على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها. وعنه في كسرها إذا كانت مغطاة تحت الثياب وعلم بها روايتان منصوصتان".

- ‏ونص في أيتام ورثوا جارية مغنية وأرادوا بيعها فقال: "لا تباع إلا على أنها ساذجة، فقالوا: إذا بيعت مغنية ساوت 20 ألفًا ونحوها، وإذا بيعت ساذجة لا تساوي ألفين فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة". .. فلو كانت منفعة الغناء مباحة لما فوَّت هذا المال على الأيتام.

- ‏قال ابن القيم: "وأما سماعه من المرأة الأجنبية أو الأمرد فمن أعظم المحرمات وأشدها فسادًا في الدين".

- ‏وقال عن الغناء: "إنه رقية الزنا، ومنبت النفاق، وشَرَك الشيطان، وخمرة العقول، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال: "هو دياثة، فمن فعل ذلك فهو ديوث". وقال أيضًا: "وأما العود والطنبور وسائر الملاهي فحرام ومستمعه فاسق".

- ‏وأذكرك بقول عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين لمؤدب ولده: "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي مبدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق كما ينبت العشب على الماء".


- ‏وختاما أذكرك بقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36)


- ‏وبقوله سبحانه: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)


- ‏وقوله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يارسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".(رواه البخاري).


وفي نهايه مقالي، وبعد توضيح أنواع الموسيقى وأهميتها وأيضًا أنواع آلات الموسيقى وحكمها في الإسلام يمكن القول  أن الموسيقى قد أثبتت الدراسات أنها تؤثر على الإنسان بشكل إيجابي، كما أنها تجعله ينتقل من عالم إلى عالم أخر، كما أنها يمكن أن تعبر عن ما بداخل الفرد بدلًا من التعبير بالكلمات، حيث أن الموسيقى من الفنون الراقية التي يمكن أن يستمتع بها الإنسان، ولكنها أيضا مزمار من مزامير الشيطان ولديها الكثر من السلبيات لذلك يفضل أن نستبدل تلك المزامير بالقرأن الكريم فحقا من عاشر القرأن بصدق لن يسمح لنفسه بتلويث أذنه بتلك المزامير وحرم نفسه من سماع القرأن بصوت خير الأنام اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا أتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وأرزقنا اجتنابه.. وصلي اللهم على نبيك ورسولك محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.


سارة عبدالله|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع