مقال: "الــمــرأه فـي الإســلام"
الباحثة: وداد عبد المنعم
المرأه قبل الأسلام كانت حقوقها ضائعه وكانت محرومه من الحياة حتي، فكانت الناس أيام الجاهليه تقوم بؤد البنات وكان الرجل يشعر بالخزي والعار اذا علم ان المولود أنثي، وكان يقوم بدفنها حيه علي الفور، اما المرأه في الإسلام كانت تتمتع بكل حق في الحياه، فإن الإسلام هو الذي أنصفها، ورفع مكانتها، بعد أن كانت مظلومه في الجاهليه بين العرب، وباقي الاديأن الباطله، فإن الإسلام هو الذي رفعها وعظم شأنها حقوقها، فجعلها أمًا كريمة، وزوجة كريمة، وبنتًا مرحومة معطوفًا عليها، ينفق عليها، ويحسن إليها، حتى تستقل بنفسها، أو تتزوج، وأمر بالإنفاق عليها، وألزم والدها بالإنفاق عليها، وزوجها بالإنفاق عليها، وإحسان عشرتها، وأمر الدولة الإسلامية أن تنصفها، وأن تعطيها حقوقها، وأن تمنع من العدوان عليها، وجعل لها قيمة متى قتلت قتل بها الرجل، ومتى أصيب منها شيء أعطيت حقها في ذلك، سواء كان المصاب عضوًا، أو غير ذلك.
يؤمن المسلمون بأن الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها بعد أن عانت في الجاهلية (ما قبل الإسلام) من ضياعها من أهمها الحق في الحياة. يتفق علماء الدين المسلمين إلى حد كبير على أنه في بداية الإسلام وتحديدًا في أوائل القرن السادس الميلادي، وسَّع النبي محمد ﷺ حقوق المرأة لتشمل حق الميراث والتملك والزواج والنفقة وحقوقًا أخرى. كما نهى النبي محمد عن الإساءة للنساء وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة فقال في حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولي». وفي صحيح الترمذي، يقول النبي محمد ﷺ: (أَكْمَلُ المؤْمِنين إيماناً أحْسَنُهم خُلُقاً، وَخِياركم خيارُكم لِنِسائهم). ويقول النبي محمد ﷺ أيضا:(اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) أي عاملوهما برفق وشفقة، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه، ولا تقصِّروا في حقهما الواجب والمندوب.
وقد وصي بها النبي فقبل وفاته بأيام قليلة خرج على الناس وكان مريضًا بشدة وألقى آخر خطبة عليهم فكان من جملة ما قاله وأوصى به: «أيها الناس، الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة». بمعنى أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة، وظل يرددها إلى أن قال: «أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا»
يشجع الإسلام المرأة على التعليم ولا يقف عائقًا في سبيل حصولها على أعلى الدرجات العلمية واستثمار هذا العلم في نفع الناس في دينهم ودنياهم، وقد اشتهر بالعلم الكثير من النساء المؤمنات في عهد النبي محمد ﷺ وما بعده، فبرز منهن المفسرات والفقيهات وراويات الشعر والأخبار والعالمات بالأنساب، كما أسهمت المرأة في نقل الأحكام الشرعية عن طريق الإسناد، ولا سيما فيما يخص أحكام النساء (كالطهارة) والبيوت التي لم يكن يضطلع عليها الرجال، وكان معظم الصحابة والخلفاء يرجعون إلى أمهات المؤمنين - ولا سيما عائشة - يستفتونهن عما خُفي عليهم من أحكام الشرع.
يقول الإمام ابن حزم في كتابه (الأحكام)
المرأة في الإسلام وفرض عليهن كلهن معرفة أحكام الطهارة والصلاة والصوم، وما يحل وما يحرم من المآكل والمشارب والملابس وغير ذلك كالرجال ولا فرق، ولو تفقهت امرأة في علوم الديانة للزمنا قبول نذارتها، وقد كان ذلك، فهؤلاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وصواحبه قد نقل عنهن أحكام الدين.
وكانت عائشة زوجة النبي محمد ﷺ إحدى أكثر النساء علمًا وبلغت في ذلك منزلة عظيمة في عهد النبي ﷺ، فكانت تراجع الصحابة وتستدرك عليهم، وقد جمع لها السيوطي استدراكاتها في كتاب أسماه «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة» الذي أصبح مرجعًا في أحكام الشرع. كما تعد عائشة من جملة الستة الذين هم أكثر الصحابة علمًا، وكانت من أعلم الناس بالقرآن والفرائض والشعر وأيام العرب (التاريخ). قال هشام بن عروة يروي عن أبيه: «ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا بطبٍّ ولا بشعرٍ من عائشة». وقد استدل بعض المستشرقين في الغرب ببعض الأحاديث الضعيفة لبيان أن المرأة في الأسلام لا حق لها في إبداء رأيها ومن هذه الأحاديث : «شاوروهن (أي النساء) وخالفوهن» وحديث «طاعة المرأة ندامة» وحديث «هلكت الرجال حين أطاعت النساء» وغيرها، حيث أجاب العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بأن هذه الأحاديث لم تثبت صحتها ونسبتها إلى النبي محمد ﷺ وقال عنها (موضوعة ومكذوبة وإسنادها ضعيف)، لأنها تتعارض مع حق المرأة في إبداء رأيها الذي أقره النبي محمد بنفسه.
سأذكر بعض النماذج للمرأة المسلمة فيما يأتي:[٤] دور أم سلمة -رضي الله عنها- في المشورة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما عادوا من صلح الحديبية وكانت نيتهم الحج فعقدوا الصلح، فانتكس الصحابة -رضوان الله عليهم- فما كان من أم سلمة إلا أن تشير على رسول الله بأن يفعل كما لو أنّه عاد من الحج، ففعل ذلك، ففعل الصحابة ذلك وبهِ تغيرت الأجواء وعمت السعادةُ والرضى. دور ذات النطاقين أسماء -رضي الله عنها- عندما كانت تُخاطر بنفسها لتوصل الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم- ووالدها أبي بكر، فكانت تسير مسافة بعيدة والأرض شاقة ووعرة والشمس حارقة، فضحت في سبيل الله نُصرةً للدعوة ولنهضةِ المجتمع. دور السيدة خديجة في حمل أعباء الدعوة عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وكانت من أوائل الذين أسلموا من النساء والرجال، فوقفت مع الرسول-صلى الله عليه وسلم- في الشدة قبل اليسر، فحملت عنه أعباء الدعوةِ ومشاقّها، وجاهدت في سبيل الله بنفسها ومالها -رضوان الله عليها-.
تعليقات
إرسال تعليق